وسط ترقب الأسر وتخوف الطلاب - باعتبارها مرحلة فاصلة في مستقبل الطالب والدخول للجامعة -، يجلس اليوم اكثر من (418) ألف طالب وطالبة لامتحانات الشهادة السودانية في جميع ولايات السودان موزعين في ألفي مركز بالداخل و(12) مركزاً بالخارج و(16) ألف طالب وطالبة بدولة الجنوب وتستمر الامتحانات التي تبدأ بمادتي التربية الإسلامية والمسيحية حتى الحادي والثلاثين من الشهر الحالي. وأعلنت وزارة التربية والتعليم الاتحادية، اكتمال الاستعدادات بنسبة (100%) لانطلاقة الامتحانات بما فيها تأمين الامتحانات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والشرطية، فيما طالب خبراء تربويون بضرورة توفير الطمأنينة والهدوء للطلاب من قبل الأسر والوزارة والابتعاد عن التوتر حتى لا ينعكس سلباً على الأداء في الامتحانات، وانتقد الخبراء زيارة بعض السياسيين للفصول أثناء الامتحانات، وأنها ظاهرة غير تربوية تحدث ربكة للطلاب. وفي ولاية الخرطوم يقرع د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم ود. يحيى صالح وزير التربية والتعليم بالولاية، الجرس اليوم بمدرسة الشيخ مصطفى الأمين بنين إيذاناً بانطلاقة امتحانات الشهادة السودانية، التي يجلس لها أكثر من (117) ألف طالب وطالبة، (64) ألفاً من البنين و(53) ألف طالبة موزعين في (684) مركزاً، (375) للبنين و(309) للبنات. وأكّدت د. فتحية حمزة خليفة مديرة الإدارة العامة للمرحلة الثانوية بوزارة التربية والتعليم في الولاية، اكتمال الاستعدادات كافة للامتحانات، وأشارت إلى عقد اجتماع مع كبار المراقبين وأمناء المخازن للوقوف على آخر الترتيبات لبدء الامتحانات، وكشفت أنّ عدد الطلاب هذا العام أكبر من عدد الطالبات خلافاً للسنوات الماضية، وامتدحت جهود الأجهزة الشرطية والأمنية وتعاونهم لإنجاح وتأمين الامتحانات، وأشارت الى أنه تم فتح مركزين للطوارئ لمعالجة حالات الطلاب الذين فاتهم التسجيل بالمدارس، وأكدت توفير الإسعافات الأولية والأدوية بالمراكز كافة لمعالجة أي طارئ، فضلاً عن توفير مياه الشرب والعصائر من التي تقدمها صديقات المدارس ومجالس الآباء. وفي السياق، قال جوزيف أوكيلو وزير التربية والتعليم بجنوب السودان ل (الرأي العام)، ان الانفصال لم يؤثر على العلاقات التعليمية بين البلدين، ونوه إلى أن الوزارة وقعت مذكرة تفاهم العام الماضي، وأضاف: وجدنا جدية لتنفيذ المذكرة والاتفاقية التي تمتد الى ثلاثة أعوام، واكد أوكيلو أن الوزارة قامت بكل ما عليها من واجبات والتزامات تخص الرسوم، وتم إرسال الامتحانات لعدد الجالسين الذين يبلغ عددهم أكثر من (16) ألف طالب وطالبة، وإرسال المعلمين المشاركين في الكنترول من حكومة الجنوب (50) معلماً. من جهتها، أكدت سعاد عبد الرازق وزيرة التربية والتعليم الاتحادية، اكتمال الاستعدادات للامتحانات ووصولها إلى كل المراكز بالولايات والمراكز الخارجية، وأشارت إلى التحسب لكل الطوارئ (سقوط الأسماء وغيره)، ونوهت الى عقد اللجنة العليا لتأمين الامتحانات اجتماعها للوقوف على آخر الترتيبات، وأكدت أن القرار القاضي بحصر الامتحانات في سبع مواد له أبعاد عدة منها تجويد المادة التعليمية والمناهج وتخفيف العبء على الطلاب وصولاً للقدرات الذهنية المطلوبة والمؤهلة للتنافس والدخول للجامعات بما يؤدي لجودة قدرات الطالب، ونَوّهت إلى أن المواد السبع تشمل أربع مواد إجبارية وثلاث اختيارية لكل المساقات. من ناحيته، أكّدَ د. عوض النو مدير عام امتحانات السودان، وصول الامتحانات الى الولايات والمراكز كافة بالخارج بدول المهجر والى دولة جنوب السودان حسب الاتفاق المبرم بين الدولتين. من جهته، أعلن د. عباس حبيب الله رئيس النقابة العامة لعمال التعليم، جاهزية النقابة لاستقبال الكنترول والمصححين (5) آلاف معلم ومعلمة من كل الولايات، وقال إن النقابة شكلت لجنة ومنذ وقت مبكر لتهيئة سكن المشاركين في أعمال الشهادة السودانية (التصحيح والكنترول) لتقديم خدمات أفضل. وعلى الصعيد، أكّدَ د. عوض أدروب خبير تربوي بالمركز القومي للمناهج ببخت الرضا، ضرورة بث الطمأنينة والثقة للطلاب والابتعاد عن الخوف من الامتحانات حتى لا يؤثر سلباً على أدائهم، ويرى أنّ الامتحانات أصبحت طريقة تقليدية لقياس المعارف والمهارات ولابد من إيجاد طريقة جديدة ومواكبة. وقال أدروب إن أغلب مراكز الامتحانات في الريف غير مهيأة وبعض المدارس ليست بها أسوار وبعضها من الشوك أو الشجر، ونادى بضرورة إعفاء الطلاب من رسوم الامتحانات، وتساءل عن الطلاب الذين حالت ظروفهم دون دفع رسوم الامتحانات، ونوّه الى أن تخفيض أوراق اللغة العربية في الامتحان لورقة واحدة أدى لضعف الطلاب في المادة، وأكّدَ ضرورة تعدد الخيارات للطلاب من الناحية التربوية واعتبره أمراً غاية في الأهمية. وانتقد أدروب الزيارات التي ينظمها بعض المسؤولين من السياسيين والدخول للفصول أثناء الامتحانات، ووصفها بأنها ظاهرة غير تربوية وتحدث ربكة لدى الطلاب، وطالب بضرورة الاطمئنان على سير الامتحانات من مكاتب الكنترول أو تفقد المراكز من قبل المسؤولين قبل الامتحانات.