وسط اجراءات أمنية مشددة تبدأ امتحانات شهادة الاساس في ولاية الخرطوم اليوم ، بمادة (القرآن الكريم والتجويد)، وتستمر حتى 13 مارس الحالي ويجلس لها اكثر من (117) الف طالب وطالبة اكثر من (59) الفاً منهم بنين و ما يفوق ال (57) الفاً بنات في (682) مركزا داخليا و(16) مركزا خارجيا ، ويبلغ عدد الممتحنين في المراكز الخارجية بدول المهجر (1538) طالبا وطالبة وعدد العاملين في الكنترول (8920) والمراقبين اكثر من (9) آلاف مراقب. ويقرع د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم جرس الامتحانات اليوم ، بمدرسة العزبة في محلية بحري ايذانا ببدء الامتحانات ، وأكدت التقارير الواردة من وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم اكتمال الاستعدادات حسب الخطة الموضوعة. نتائج مزيفة وكشفت جولة قامت بها (الرأي العام) أمس ، عن اكتمال الاستعدادات في مراكز الامتحانات من حيث توافر المعينات واطمأنت على توافر مياه الشرب والتهوية الجيدة للفصول ، فيما شكا عدد من الطلاب استطلعتهم (الرأي العام) من صعوبة مواد اللغتين العربية والانجليزية والرياضيات ، بينما عزا عدد من المختصين والتربويين التدني في هذه المواد الى ضعف الاساس في الفصول الدنيا ، وأشاروا الى أن بعض المدارس تعطي نتائج غير حقيقية أو مزيفة ، ولفتوا الى انهم يلجأون الى تحفيظ هؤلاء الطلاب ، وطالبوا اولياء الامور بمتابعة أبنائهم .. وأكد المختصون والخبراء التربويون ضرورة تهيئة الجو المناسب للطلاب والبعد عن خلق التوتر والهالة و(التنشنة) والرهبة والسهر الى منتصف الليل التي تصاحب أجواء الامتحانات حتى لا يصاب الطلاب بحالة احباط تأتي خصما على النتيجة النهائية ، وأكدوا ضرورة خلق الطمأنينة والتفاؤل والاهتمام بالتركيز ، وأشاروا الى ان التربية والتعلم لا تبنى على فراغ ولابد من وجود مهارات ، فيما اشتكت بعض الاسر من ضعف ابنائها في تعلم اللغة العربية وصعوبتها. تحدي القدرات ويرى الخبير التربوي محمد عثمان عبادي ، ان الامتحانات نوع من انواع التربية وفي اطار تدريب التلميذ على حل المشاكل التي تواجهه ولم يخرج عن المصادر التربوية ويرتبط بساعة وجو محدد ، واعتبره تحديا لقدرات التلميذ ولذلك لابد من توفير الطمأنينة حتى يقود الى ترتيب الافكار وإخراج ما عنده من معلومات ، وأكد أن الخوف أو التوتر لا يعطي حقيقة القدرات ولذلك لابد من إبعاد المؤثرات الخارجية ، ودعا عبادي المعلمين والأسر إلى تهدئة الطلاب وإكسابهم نوعاً من الطمأنينة والهدوء ، وتثبيت حقيقة ان الامتحان امر عادي مثل الاختبارات العادية ، وقال عبادي ان الهدف من الامتحان هو الوقوف على الكفايات التي تحصل عليها لتؤهله لدخول المرحلة الثانوية وفي حالة عدم حصوله على الكفايات تعاد صياغته ، وأضاف ان العملية التربوية تبنى على الصبر الطويل والتأني ، وتابع بان الغرض من الامتحان ليس الرسوب او النجاح ، ولكن المستفاد من المحتوى باعتباره مقياسا يتم استخدامه. طريقة فاشلة د. عوض ادروب من شعبة اللغة العربية بالمركز القومي للمناهج ببخت الرضا قال ل (الرأي العام)، إن كتب اللغة العربية لمرحلة الاساس تم تأليفها وفق الطريقة الكلية التوليفية المبنية على القراءة ، وتعتمد ان يمتلك اي تلميذ كتاباً وتحتاج ألا يتجاوز عدد التلاميذ في الفصل (40) تلميذا وان يكون المعلم مدربا على الطريقة الكلية وفق وسائل تعليمية محددة وبطاقات تعليمية وطباشير ملون ، وأكد أدروب ان المدارس الفقيرة التي ليس بها مقومات الطريقة الكلية تفشل في ظل هذه الظروف ، وأضاف ان الطريقة القديمة الجزئية تتلاءم مع ظروف السودان ، خاصة وأن المعلم يألف الطريقة القديمة (الجزئية) ولذلك يفاجأ بالطريقة الكلية ولا يستطيع ان يتواصل مما يجعله يتخبط الامر الذي يؤثر على مستوى ابنائنا في التعلم والقراءة ، ولفت الى عدم وجود مكتبات وقصص وصور ، فضلا عن أن الطريقة الكلية تحتاج الى مراشد للمعلمين لكيفية تدريس اللغة العربية تدريجيا. وتابع ادروب بأنه حتى الاسر تحتاج للتدرب على هذه الطريقة ، وتساءل عن تطبيق طريقة كلية في بلد تتفشى فيه الامية وتبلغ (11) مليون نسمة .. كيف يتسنى لاسر غير متعلمة ان تنتهج هذه الطريقة ؟ ، فضلا عن عدم تدريب المعلم مما ادى الى فشل تعليم الاطفال القراءة والكتابة ، إضافة إلى ان قبول الطلاب في النظام التعليمي يتم في مراحل صغيرة ولم يصل مراحل النمو ، وأشار الى ضرورة أن يتم قبول الطلاب في سن السابعة واعتبرها سن التعلم ، وأكد ضرورة أن يكون المعلم ملما بقواعد التمارين والتدريب لمعالجة قواعد اللغة ولتكامل المهارات ، وقال إن العام الدراسي للمقرر (180) يوما والواقع (140) يوما ، فضلا عن إجازة يوم السبت ، وكلها تؤثر على المنهج ، وأكد أدروب أن العديد من العوامل أدت إلى خلل في الالمام بالقراءة والكتابة. اشكالية القراءة والكتابة وفي السياق ، أكد محمد اسماعيل - معلم -، أن البنيات التحتية لمدارس الاساس جيدة والفصول مهيأة ولكن يوجد ضعف ملحوظ لبعض الطلاب في مادة اللغة العربية وذلك لاكتظاظ الفصول وعدم متابعة المعلم ولضعفهم في الفصول الاولى ، فضلا عن وجود (حشو) في المنهج ، خاصة وأنه يحتاج الى الدراسة والتنقيح ، وقال : توجد صعوبة لدى الاطفال في تعلم مادة اللغة العربية ففي الماضي كان الطالب منذ الصف الاول يستطيع القراءة والكتابة ، اما حاليا فنجد لدى الطالب في الفصول المتقدمة اشكالية في القراءة والكتابة وذلك لضعف بعض الطلاب في الفصول الاولى والثانية لاسيما وان نسبة اللغة العربية كبيرة (50) درجة. إهمال الطلاب نادر النعيم - معلم رياضيات ? قال إن معظم الطلاب يعانون من تدنٍ في مادة الرياضيات ، وذلك بسبب ضعفهم في الصفين الاول والثاني ، وأضاف : نجد معظمهم لم يحفظ جداول الضرب ولذلك نلجأ كمعلمين الى تحفيظهم خلال الاشهر الاخيرة لامتحان شهادة الاساس ليتمكنوا من النجاح ، لكن بعد فترة وجيزة لن يكونوا ملمين بما حفظوا في الفترة الأخيرة ، وأكد نادر وجود اهمال من قبل بعض الطلاب ، وقال : توجد نسبة قليلة من الطلاب المميزين ، وأكد ضرورة متابعة الاسر لأبنائها من الفصول الصغرى ، ولفت الى وجود عدد قليل من المعلمين المدربين في بعض المدارس ، ونوه إلى ضرورة تدريب المعلمين والاهتمام بالخبرات. خطة أمنية مشددة وعلى صعيد تأمين امتحانات مرحلة الأساس ، قال عبد القادر دارفور مدير مرحلة الاساس بوزارة التربية والتعليم في ولاية الخرطوم ، انه تم وضع خطة امنية مشددة ، وتم تسليم الامتحانات الى المحليات ، فضلا عن تسليم ارقام الجلوس للطلاب ، و أشار الى أن الوفود الخارجية غادرت الى دول المهجر بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم الاتحادية وجهاز تنظيم شؤون العاملين بالخارج. المراكز الخارجية من جهته ، أكد آدم ابو جكة مدير مدارس الصداقة ، اكتمال الاستعدادات في المراكز الخارجية والبالغ عددها (16) مركزا ، (2) منها في المملكة العربية السعودية (جدة والرياض ) و(2) في ليبيا طرابلس وبنغازي وواحد فى القاهرة وأخرى في النمسا وتركيا وكمبالا واليمن و(2) في تشاد ، بالإضافة الى فتح مركز في دولة الصين ، وأكد وصول الوفود الخارجية واستلام الطرود عبر الحقيبة. امتحان من المقرر وعلى مستوى الوزارة الولائية ، أكد د. يحيى صالح مكوار وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم ، اكتمال الاستعدادات لامتحان شهادة الاساس بنسبة (100%) ، وطمأن الطلاب بأن الامتحان وضع بطريقة معقولة ، ولن يخرج عن المقرر ، وقال إن الوزارة تنظم جولات وطوافا يوميا من قيادات الوزارة على المراكز في المحليات للوقوف على سير الامتحانات.
