«المواطنة في الوطن العربى» الندوة الفكرية السنوية التى كانت عنواناً لتلاقٍ شهده قرابة مائتي رئيس وزراء وعلماء ومثقفين عرب جاءوا على أجنحة الشوق والتلهف ليضعوا حداً لحق وواجبات المواطن العربى أنثى أو ذكراً، لأن المواطنة نتاج طبيعي وعملي لعلاقة تعاقدية تجسر الفجوة بين المثقف ومتخذ القرار باعتبار ان المواطن العربي من حقه ان يتمتع بحقوق متنوعة فيها السياسي والمدنى وبجوفها الحياة الفاضلة من حرية وأمن وتعليم وصحة، وكان منتدى الفكر العربى الذى يقف على أمره سمو الأمير الحسن بن طلال وتعاونه نخبة مثقفة من مفكرى الأمة العربية ورغم غياب الأمير الحسن عن ذاك التلاقي المهم وربما لأسباب لم يتوصل اليها الحضور الذى ظل يرقب حضوره إلا ان مؤسسية المنتدى والى حد ما ورغم ما دار في جلساتها من حوارات هادفة ومشحونة بالتوتر العربي وباختلاف الرؤية الا ان الأمور سارت هادئة داخل وخارج قاعات أكاديمية المملكة المغربية التى كلفها الملك محمد السادس باستضافة الجلسات داخل قاعتها وكان المغرب قد استضاف المنتدى وندوته لكن تلاحظ غياب الاعلام المغربي تماماً عن ساحات ورجالات الندوة التى كان يمكن للاعلام المغربى تسجيل حضور قلما يتواجد بسهولة وبذاك الكم المثقل بالمعرفة. الندوة الفكرية حول المواطنة في الوطن العربي وبجلساتها المثمرة وبمجلتها «المنتدى» التى حوت المناشط لفترات سابقة التقت عند خواتيمها بتذكير متخذي القرار بالوطن العربي ان العمل والمسكن والمعتقد الديني وخصوصية الثقافة والحضارة والعدل بين الناس من اوجب وجدة وسلامة الأوطان. وان الذى يطلب بالحق عليه ان يعمل وان التبعية والاحتلال الاجنبى يتطلبان عون حركات المقاومة الوطنية حتى تتحرر الاوطان وتستقل وان الاستبداد السياسي يتطلب تحولاً ديمقراطياً عبر سلطة سلمية مع ضرورة كفالة الرقابة والمساءلة سياسياً واقتصادياً وقانونياً فالحصول على المعلومة بحرية كفيل بمساندة الخطى الشفافية تغذية للمواطن العربى بما يستحق ان يتناول والتعليم يقود لترسيخ قيم المواطنة لتنتشر ثقافة السلام والتسامح وقبول الآخر المعارض اذا ما علمنا ان هناك ملايين من العقول المهاجرة نريدها العودة لحضن الوطن الذى يحتاجها فتعميق العلاقة بين المفكرين العرب بعضهم البعض ومتخذي القرار هو الحل الناجع لحلحلة قضايا الدول العربية وتلك أطر متسعة لاعلان الرباط الذى كتب تاريخه من العشرين وحتى الرابع والعشرون منه..