(تاركو) تعلن استعدادها لخدمات المناولة الأرضية بمطار دنقلا والمشاركة في برنامج الإغاثة الإنسانية للبلاد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    "الآلاف يفرون من السودان يومياً".. الأمم المتحدة تؤكد    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    أول اعتراف إسرائيلي بشن "هجوم أصفهان"    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    السعودية أكثر الدول حرصا على استقرار السودان    الفاشر.. هل تعبد الطريق الى جدة؟!!    الخارجيةترد على انكار وزير خارجية تشاد دعم بلاده للمليشيا الارهابية    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد بالفيديو.. محامي مصري يقدم نصيحة وطريقة سهلة للسودانيين في مصر للحصول على إقامة متعددة (خروج وعودة) بمبلغ بسيط ومسترد دون الحوجة لشهادة مدرسية وشراء عقار    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين مفاكرة جريئة عن "الدولة الرسالية... والدولة الوظيفية" ( 2-2) د. غ
نشر في السوداني يوم 07 - 03 - 2012


بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين
مفاكرة جريئة عن "الدولة الرسالية... والدولة الوظيفية" ( 2-2)
د. غازي صلاح الدين: أفضل استخدام الدولة التعاقدية بدلاً عن الإسلامية.
د.عبدالله علي إبراهيم: على المفكرين الإسلاميين ألا يتركوا الشباب في قارعة الطريق!
ضياء الدين بلال: الانتقال من الدولة الرسالية للوظيفية يحتاج لمراجعات عميقة
خالد التجاني النور: التجارب الإسلامية استبدادية لابد من أنسنة الخطاب الإسلامي.
نزار خالد: الجزيرة العربية لم تعش نظام الدولة في كل تأريخها!!
إعداد:عبد الباسط إدريس
الدولة الإسلامية.. كدولة وظيفية
تحت هذا العنوان تداعى نخبة من كبار المفكرين الإسلاميين في الندوة التي اقيمت مساء (الجمعة) الماضية، بمنبر الأمين السياسي للمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم د. نزار خالد، حيث قدم مدير مركز دراسات السلم بجامعة الخرطوم د. محمد محجوب هارون أطروحة جديدة أثير بعدها نقاش مثمر ابتدره مستشار رئيس الجمهورية د. غازي صلاح الدين ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية سيد الخطيب بجانب مشاركة نوعية للإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف.
غازي: الهم عام
استهل دكتور غازي صلاح الدين حديثه بالقول إنه غير قلق على التجارب الإسلامية من واقع زيارته لمصر ولقائه بعدد من القيادات الإسلامية بمن فيهم السلفيون في مصر. وأضاف غازي : (لا اشعر بأن الحركات الإسلامية بعد أن مرت بأطوار كثيرة أنها لا تملك الحكمة في إدارة شأنها، حقيقة التمس عندهم قدرا من الحكمة والآن ظاهر في التجربة التونسية ولدرجة ما في التجربة المصرية وحتى عند السلفيين وشعرنا بإحساسهم بأن المهمة صعبة ومعقدة جداً وهو احساس قوي وبالتالي استعدادهم للسماع كبير جدا.
مصطلح الدولة الإسلامية ما موجود في تاريخ المسلمين والدولة الحديثة بوضعها الراهن هي دولة غربية. وأردف غازي قائلاً : صحيح أن الدولة في العالم قديمة توجد دولة لديها رأس قيادي وترسل جيوشا وترسل سفراء أحياناً برسائل وظلت هناك جبايات تفرض ولكن الدولة الحديثة التي نقيم فيها اليوم هي لا تزال تتطور من نموذج نسفاليا في منتصف القرن السابع عشر، ولكن الدولة في أمريكا وأروبا مفاهيمها ظلت تتغير بمعنى وظائفها وحدود مسؤولياتها وضوابطها الاخلاقية. بمعنى أن الدولة نفسها حتى في النموذج الغربي متحورة جداً ولذلك أنا اتحفظ على كلمة دولة إسلامية، وهي كما لاحظ بعض الناس سواء أكان في التجربة الإسلامية أم التجربة الإنسانية عامة أي مجموعة تجتمع على فكرة وتكون منها نموذجا فالنموذج حقهم هم وبإمكاني أن أسأل سؤالا : الدولة الإسلامية التي نتحدث عنها في الخلافة الراشدة أو في العهد الهجري أو في بدايات العهد العباسي لم تكن تجرم الربا مثلاً رغم أن الربا حرام في الدين ولكن ما في قانون يجرم الربا ونحن دولتنا الآن تجرم الربا فأيهما اكثر إسلامية؟
ويصمت غازي ثم يضيف : حقيقة بالمعيار الفقهي البحت هذه أكثر اسلامية والخمرة مثلا بين المسيحيين وغير المسلمين كانت متداولة ونحن الآن نحرمها ويفترض أن نموذجنا الآن اشد اسلامية ويمضي اكثر من الدولة الإسلامية الاولى، ومثلما ذكر بعض الناس في القرن الأول وقبل أن تأتي تيارات الفقه في القرن الأول التجربة الإسلامية كانت مدهشة جدا في نواح كثيرة، لأنها في النظام الاداري اخذت من الدولة الرومانية أو الدولة الفارسية وكما هو معلوم كلمة (الديوان) لم تكن كلمة عربية هي كلمة فارسية لكن اخذها سيدنا عمر. واللغة التي كانت مستخدمة في هذه الدواوين غير العربية بل الموظفون الذين كانوا مستخدمين في الغالب كانوا غير مسلمين واللغة التي كانت مستخدمة في مصر كانت هي اللغة القبطية حتى القرن السابع أو الثامن للهجرة واللغة التي كانت مستخدمة في شمال إفريقيا كانت اللغة اللاتينية.
ويخلص غازي إلى القول : (حقيقة أنا افضل أن الناس إذا أرادوا استخدام الدولة الإسلامية اصطلاحاً لا بس ولكن هي دولة المسلمين الذين تواضعوا في ذلك العهد المعين على أنها دولتهم وهذا يمنحنا مرونة كبيرة جداً للتفكير ويمنع الاحتكاك الذي يحصل في المصطلحات لأنني ألاحظ الاحتكاك الذي يحدث بين الإسلاميين وغير الإسلاميين وحتى في حوش الإسلاميين أنفسهم يحدث حول مصطلحات أكثر من مضامين ولذلك افتكر أن هذه مسألة مهمة جداً).
ويضيف عتباني: في الدولة الإسلامية اصطلاحاً اظن أن الحديث الذي قاله الأخ محمد هارون غير بعيد من هذه التصورات وهو رفض فكرة الدولة الوظيفية بمعنى الدولة الميكانيكية التي ليس لها أي مبادئ حاكمة وليست لها روح رسالية, وكلمة (رسالية) حقيقية في الإصطلاح اخذت بعدا مزعجا (شوية) لأنها ارتبطت عند الناس بالتطرف أو بمحاولة فرض الإسلام بالقوة أو بتصدير الثورة وغيرها ولكن هي كلمة لا عيب في مبدئها وأنا لا أرى مانعاً بين أن تكون الدولة وظيفية بمعناها الميكانيكي وأن تكون رسالية في نفس الوقت، والإشكالية هذه تحتاج لمعالجة اصطلاحية والأنسب أن نسميها دولة (تعاقدية) والتعاقدية تعطينا مرونة عالية جداً، لأن العقد شريعة المتعاقدين. وهذا مبدأ أصيل في الإسلام، الحفاظ على المواثيق في الإسلام يعتبر حرمة خاصة حتى في نصرة المسلم " إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ (72) سورة الانفال" بمعنى تصور أنك لا تنصر المسلم إذا كان عندك ميثاق مع الآخرين والميثاق قد يكون دوليا وقد يكون ميثاقا اقليمياً. والكلام عن العقود في الإسلام كلام مكرر جدا فهي دولة (تعاقدية) اذن. وفي دولة الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة عندما جاء وأراد تأسيس وحدة وطنية عمل دولة ( تعاقدية ) – صحيفة المدينة- وافتكر انه مبدأ ينجينا من الكثير جداً من الجدل وعندما نأتي لنرى دولة المسلمين الثانية بعد دولة الرسول عليه الصلاة والسلام والخلاف الذي وقع بين الصحابة فيما فتح (عنوة) وما فتح (صلحاً ) وكان واضح أن ما فتح صلحاً لديه شروطه الخاصة وهذا ما كنا نقوله زمان للناس في قصة الجنوبيين والمواطنة وغير المواطنة ومبدأ المواطنه لوجود (عقد) وأضاف غازي : ( والناس ديل يريدون أن يقعدوا معك في دولة واحدة شرطاً تمنحهم حقوقهم متساوية ولا تقول لهم انتم أجانب، والمسلمون عندما دخلوا بعض البلاد دخلوها بالشريعة مع الناس الذين دخلوها صلحاً وليس مع التي دخلوها عنوة).
وهذه مسألة مهمة في توصيف نموذج الأخ محمد أن يمشي فيه المسلمون اكثر لأنه يعطي مرونة كبيرة جداً ونحن نتحدث عن الدولة التي يمكن أن تجمع الإسلاميين وغير الإسلاميين.
وختم غازي قائلاً : ( واخيراً اريد أن اوضح من الضروري الاشارة إلى البعد الإنساني في الدولة الإسلامية والتي اسماه بعض الناس بالأنسنة وهذه مسألة مهمة جداً لأننا كما قلت المسلمين في عصر معين قد يسرقوا وقد يعتقلوا بصورة مختلفة جداً عن المسلمين في عصر ثان ومن الممكن جداً أن تؤتى التجربة من قبل الإنسان وليس من قبل النصوص ومن قبل الهياكل التنظيمية واحسن دليل على ذلك التجربة الماركسية وحقيقة قامت على فكرة تدفع بقضية العدالة بصورة ممتازة جداً ومنهجية وقدمت نموذج دولة مثالي. ومثلما كان يقول الناس إن دستور الاتحاد السوفيتي هو دستور مثالي واحسن دستور مكتوب ولكن التجربة في النهاية اخفقت من باب البشر وليس من باب النظر. وقد يقول الناس انها سقطت بالنظر ايضاً. ويقال إن اضعف ما بالماركسية انها لم تدرك الطبيعة البشرية وعجزت عن التعامل معها، فالطبيعة البشرية تحتاج لخيارات وعندما لا تعطيها خيارات تثور عليك والتجربة الغربية هي حقيقة تجربة خيارات... والجانب الانساني مهم جداً جداً وهو الذي يمنح (الصك) في النهاية للتجربة ناجحة ام غير ناجحة ومجموع مجتمع المسلمين وحتى لا ينفرد الاخوان المسلمون أو السلفيون أو اية جماعة اسلامية بحق التفسير الديني للنصوص وهي نقطة مركزية في الانتقادات الموجهة للاسلاميين ويجب أن ينتبهوا لها).
ويمضي غازي للقول: ( إذن الدولة الإسلامية بهذا المفهوم هي التجربة التي ينتجها مسلمون في دولة معينة وفي مجتمع معين وفي بيئة معينة وفي عصر معين واعتقد بهذه الحواشي ممكن جداً أن يتقدم (منفيستو) جديد يوافق هذه اللحظة التاريخية المهمة جداً لأن الدهشة والحيرة التي نعيشها الآن في السودان، في مصر وتونس وفي المغرب يعيشونها بصورة اكبر وهناك احساس عام لدى المسلمين والتيارات الإسلامية بحاجة لفهم جديد.
وبدأ الدكتور عبد الله علي ابراهيم بالتساؤل هل استخدام تعبير الدولة الإسلامية استخداما تحليليا وثقافيا ساد في وقت ثم باد؟ من الصعب الانتقال من موقف لآخر ولكي ندفع النقاش للأمام من الواضح أننا لا ننصف أنفسنا في المقارنة بالغرب ونقول إن الغرب لا يعتني بهيبة الدولة ولكن في الواقع الغرب يحافظ على هيبة الدولة بأدواته فهو غير محتاج لغلظة أو خشونة بل يحتاج لأساليب أخرى لتمرير مشروعه ولكن الغلظة والخشونة والقمع واستغلال الناس كل ذلك موجود في الغرب ولكن عن طريق الثقافة والتعليم والإعلام تم ستر ذلك.
ويضيف ابراهيم: أصبحت أتبنى المصطلحات القرآنية والإسلامية بشكل يمكننا من البحث عن طريق خاص بنا نحو الحداثة فلم أعد استثقل كلمة بركة في التعليم، نعم التعليم فيه بركة، وكذلك كلمة العمل الصالح في الإسلام تعد منجما لكثير من المعاني التي من الممكن البحث فيها عن طريق خاص بالدولة، وعلى مفكري الحركة الإسلامية أن يطوروا مشروعهم من داخل هذه المفاهيم حتى يحملوا معهم الشباب ولا يتركوهم في قارعة الطريق.
تجربة استبداد
تساءل رئيس تحرير صحيفة (ايلاف) الاقتصادية د. خالد التجاني عن لماذا الواقع مخالف بدرجة كبيرة للمثال في واقع تطبيق مشروع الحركات الإسلامية؟ وقال إن التاريخ الاسلامي ليس مضيئا خاصة في ادارة الدولة لأنها ارتبطت بكثير من الاستبداد وقال إن واقع الحركات الإسلامية انها حركات ماضوية وقال إن الإسلام دين انساني يطبقه بشر وطالب بضرورة أنسنة الخطاب الإسلامي. واعتبر أن الجديد في حديث محمد محجوب هارون أنه حاول المقاربة بين الدولة الإسلامية والدولة الحديثة.
محاولات هروب
طوق نجاة
الاستاذ /ضياء الدين بلال رئيس تحرير السوداني قال إن الانتقال من مفهوم الدولة الرسالية للدولة الوظيفية يحتاج لمراجعات عميقة وتقييم للتجربة فليس من الممكن أن تتم عملية الانتقال لمربع جديد دون التخلص من تجربة المربع الأول وفرز ما بها من سلبيات وايجابيات حتى لا تضطرب الخطى بين المربعين، مفهوم الدولة الوظيفية موجود اصلاً في الفكر السياسي لذلك سينظر لأطروحة الدكتور هارون بأنها وصول لأهداف قريبة عبر طرق شاقة أو أن هارون ومن يتفق معه في الترويج لعملية الانتقال يرغبون في الهروب من مشروع بدأت ملامح فشله تلوح في الأفق ومشروع الدولة الوظيفية يظن أنه طوق نجاة.
شباب الحركة الإسلامية.. اتجاه نحو السلفية
استرسل الاستاذ الطاهر حسن التوم رئيس تحرير مجلة الخرطوم الجديدة اثناء مداخلته في ذات القضية التي طرحها ضياء بلال وقال الطاهر إن المشروع العلماني لن يكون خياراً بديلاً لشباب الحركة الإسلامية واشار إلى أن البديل الذي يمكن أن تفرزه العزلة تحت ضغط الخيبة هو التيار السلفي الذي قال انه وجد فرصة وتمدد بعد غياب د. حسن الترابي. ولفت الطاهر إلى انهم اصحاب وجود قوي في المنابر والمساجد وحتى داخل مجمع الفقه الإسلامي قائلاً إن خطوات الانتقال تتطلب استصحاب الآخرين.
عدم إجماع
من جانبه اشار الباحث محمد الواثق إلى عدم وجود إجماع حول المفاهيم المطروحة بجانب ما اسماه بالفشل في صياغة المفهوم الحديث للدولة ولفت إلى أن الدولة الإسلامية نفسها اتخذت مجموعة من النماذج والتجارب الأخرى وقال الواثق إن المشكلة دائما ما تدور حول تشبيك القضايا القيمية بجانب القضايا الخدمية قائلا إن للدولة جانبين هما جانب تشريعي معني بالقيمة والمرجعية وجانب وظيفي متعلق بالخدمات.
الفكر الإسلامي والإنسان
وقال رئيس لجنة الثقافة والشباب والرياضة بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم عبد السخي عباس في حديثه إن الفكر الإسلامي هو فكر انساني قائم على تحقيق العدالة للانسانية جمعاء وقال إن مفهوم الدولة في الفكر الغربي هي جهاز خادم وهي دولة وظيفية وشدد على أن مفهوم مركزية الفكر الإسلامي غير صحيحة واعتبر أن كثيرا من الشرائع مرتبطة بالدولة وليس المسلمين وقال بإمكانية تجاوز توصيف (التجريد) بإدراك أن الدين الإسلامي صالح لكل زمان وقال رغماً عن ذلك ما يزال الجدل يثار حول دستور إسلامي وعلماني. واختتم عبدالسخي حديثه بالاشارة إلى أن الدولة في الغرب قد ارتقت عقب حقبة طويلة من الصراع تبعها حراك مدني طويل.
قضايا المواطنة ومستجدات العصر
الامين السياسي للمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم د. نزار خالد قال في مداخلته إن مفهوم الدولة الإسلامية يلتبس عند الكثيرين ( في ظل تجارب الدولة الأموية والعباسية) ومضى للقول إن الجزيرة العربية لم تعهد نظاما متماسكا يمكن أن يسمى بدولة طيلة تاريخها وقال إن النماذج المستحدثة قد شابتها الكثير من اوجه الصراعات بين الحاكمين والمعارضين انتهى بإرث فقهي أخذ قدسية من (الخلف) لا تستحقها. واشار إلى أن الكتابات الفقهية تمت في حقبة تلك الصراعات ومعظمها مستلف من الحضارة الرومانية والفارسية. وقال نزار إن مفهوم الخلافة الراشدة كان فيه رأس الدولة هو أمير المؤمنين الذي يقود الجيوش، الأمر الذي قال انه افقد التجربة معايير اختياره وتحديد صلاحياته. وقال إن تلك الاشياء قد اثبتت تجاربها فيما ظهر من فتنة خلال عهد الخلافة الرابعة والتي اشارت لها كتب التاريخ، الامر الذي قال انه غيب من ما سماه بالمبادئ الدستورية العامة، واختتم مداخلاته بالتأكيد على ضرورة تحقيق مقاصد الشرع وقيم الدين في الحكم وليس تقديس المواقف الفقهية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وقال إن قضايا المواطنة ومستجدات العصر يجب البحث عنها واستحداث مضامينها من مصادر الشريعة المتفق عليها في الكتاب والسنة الصحيحة. وقال مضيفاً " علينا أن ندع كل حقبة تؤجر وتؤخذ بما يليها من إبتلاءات ووقائع".
إشكالية مفاهيم
وقالت رحاب عبد الله من جامعة الجزيرة إن هناك حاجة لإعادة قراءة المفاهيم بصورة صحيحة واشارت إلى أن المفهوم الإسلامي لا يتقاطع مع المواطنة واستدلت بتطبيق الحركة الإسلامية في السودان لعلاقة الدين بالدولة وتساءلت هل الشريعة هي حالة ام نتيجة لذلك التباين إن وجد؟ ومضت رحاب قائلة إن مفهوم الدولة في الفكر الإسلامي كان هامشيا لعدم استصحاب دور المجتمع الذي قالت انه الأساس.
مراجعات ضرورية
قبل ختام الجلسة حضر والي ولاية الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر حيث قدمه مدير الندوة الزميل الإعلامي غسان علي عثمان للحديث فيما القى الخضر كلمات قليلات أشاد فيها بالأمانة السياسية للولاية وبفكرة تنظيم الحوار الذي وصفه بالفكري العميق والمهم ودعا لاستمراره. وقال الخضر انهم في حالة مراجعة مستمرة للتجربة والأداء بغرض التجويد ومعالجة اي اختلالات في المسيرة. ولم تخلُ مداخلات الوالي من بعض القفشات والمداعبات بينه وبين الحضور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.