في محاضرة مشهورة بالكوليج دي فرانس بعنوان (ماركس ونيتشه، وفرويد) اطلق مشيل فوكو على الحقبة التاريخية للفلسفة المعاصرة اسم عصر (الاشتباه) واعتبر ان هؤلاء المفكرين الثلاثة، هم الذين قاموا بتدشين هذا العصر، من خلال تقديمهم لطريقة جديدة في التفسير. والاشتباه ليس هو الشك، ولكنه يعني ان هناك افتراضاً بأنه تكمن دائماً خلف الخطاب اغراض غير مصرح بها، واخفاؤها أمر مقصود. وهذه الاغراض المخفية يمكن الكشف عنها من خلال منهج التفسير، وقد قدم لنا كل واحد من هؤلاء المفكرين منهجاً جديداً في التفسير يتمحور حول مفهوم مركزي وهو عند ماركس يتمحور حول الايديولوجيا وعند نيتشه هو نقد الاخلاق وعند فرويد هو اللا وعي.