إن الناظر في عواقب الأمور والمستبصر في مآلاتها والقارئ لما بين السطور يصل يقيناً بأن المجتمعات كلما انتشرت فيها الأفكار الرائدة والمفاهيم القويمة كلما تقدم انسانها وعاش في محبة وتما سك وإخاء وأضحى المجتمع خالياً من أمراض التفتت وأسباب التلاشي وأعراض الانهيار. فالمناقل تمثل (25%) من مجموع مساحة مشروع الجزيرة ومساحتها (000ر95) كيلومتر مربع، فهي تشغل ثلثي مساحة ولاية الجزيرة وعدد قراها يناهز ال (025) قرية، وعدد سكانها مليون ومائتي ألف نسمة. وإذا تأملت حقائق الأرقام تجد أنها تمثل تنوعاً جسّد مجتمع السودان بقبائله كافة انصهاراً وتلاحماً بل واجتمعت فيه كل نعوت الخير وصفات الفضيلة وقيم الحق والخير فأضحى كل ذلك مظهراً يعرف بمن إنتمى الى قومي وانتسب إليهم وهم ودودون هينون لينون. ومن عاشرهم لاينفك أن يفارقهم ولو للحظة ومن عمل معهم صار أسيراً لإحسانهم وعطائهم وتشهد كل مؤسسات الصحة والدعوة والتعليم والدولة بأياديهم السحاء بهواطل الإنفاق. هي مكارم توارثوها عن الأسلاف وحملها الأبناء ويتمسكون بها في كل محفل ومؤسسة ومنصب ووظيفة في داخل السودان وخارجه. يقول القائل:- تمضي الأمور بأهل الرأي ما انصلحت فإن تولوا فبالأشرار تنقاد ولذلك يتعين علينا ان نقدم حلاً حاسماً للمحافظة على النسيج الاجتماعي الذي عرفنا به . ? إشاعة السلام الاجتماعي الذي هو كفيل بحسم أصول الصراع الذي أيقظ الفتنة وأشعل الأحداث بنشر فضيلة العفو والاعتذار والتسامح والتساوي في الحقوق والواجبات وإصلاح ذات البين. ? تعميق روح الإنتماء للمحلية وإن كان همنا أكبر وأشواقنا أعظم سيما للكفاءات التي تراكمت خبراتها وتكثفت تجاربها من أجل توريث كل ذلك ونهضة وتنمية تنظم المحلية. ? التوبة من الإستعلاء على الآخرين حتى نسهم معاً في إقامة أنموذج حضاري يحتذى به بإشراك المواطنين كافة على تعدد ألوانهم السياسية نحو إجماع ننطلق به نحو مراقي التطور. ? الملفات ندعها تمضي عبر قنوات الاجهزة العدلية التي لا يشك أحد في نزاهتها وحيدتها ومحاسبة كل من ارتكب فساداً في المال العام مع اعتماد مبدأ الشفافية في علاقات الشركات الخاصة والنقابات وصولاً لتقديم خدمات توازي جباياتهم. ? ولنتسامي فوق المصالح الشخصية والمرارات الذاتية والعصبية القبلية البغيضة وطى صفحات الاحتقان وذلك بالا نلقي الكلام على عواهنه والا نُكيل التهم جزافاً حتى نتراضى وفاقاً واتفاقاً مع الاقرار بالمشاريع المهمة التي انتظمت المحلية. قال الشاعر: أسير على نهج يرى الناس ? غيره لكلٍ امرئ فيما يحاول مذهب وكاتب هذا المقال آثر ان يكتب هذا المقال لا تزلفا لمنصب يسيل له اللعاب ولا لوظيفة يتحلب لها الريق وتتلمظ لها الشفاه.. بل قصده ان يرى اهله في تكاتف وتعاون ومحبة: ولنا عودة ان شاء الله ( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين).