بسم الله الرحمن الرحيم العملية السياسية في السودان تغلب عليها الشخصنة والذاتية فالنظر للقضايا الوطنية يتم من خلال منظار الانا, والتجرد لا يجد طريقه الا في اضابير الكتب او النظم التي تنطلق منها الفكره السياسية, والممارس للسياسة في السودان يعتبر ان من لوازم نجاحه وبزوغ نجمه هو خدمه ذاته وليست الفكرة التي يعتنق مما يؤدي الي اختلال في المنظومة المشكلة للمجتمع المحيط ويؤدي الي الخروج والزهد من قبل القواعد, والحزب الحاكم وإن تميز بديناميكية كبيرة بدت تظهر عليه عوامل العور السياسي واعراض التشظي والنزيف الحاد للكوادر ومما يؤدي انيميا فكرية مزمنة بمرور الزمن والتقادم وكل ذلك نشأ من أن الاختلال ومحاولة الاتزان غير المؤسس يؤدي بالضرورة للمزيد من الاختلال , وينسحب هذا الكلام علي قوي الاعتراض التي تسعي الي تقديم بديل شخصي وليس فكريا او سياسيا او اقتصاديا وتظل مشاكل الوطن شاخصة بالرغم من تغير الشخوص. والاسلام عندما اختط نموذجا للاستقطاب جعل من الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالحسني هي الاسس الداعمة لذلك الخطاب . والسعي الدؤوب في محاكاة دولة النموذج بالمدينة لابد من اعادة النظر وقراءة كيفية تربية الرسول (افضل الصلاة واتم التسليم عليه) لصحابته وتجريدهم من نزعة الأنا والقبيله والتمحور حول فكرة التوحيد بان تمام الايمان لا يكون حتي يكون حب الله ورسوله يكون اكثر من نفسة التي بين جنبيه فالمرء لا يكتمل ايمانه الا بحبه لاخية ما يحبه لنفسه و هكذا... والوطن يحتاج لهذه الروح التي بسموها تزول كل المكدرات السياسية والاقتصادية من فساد وغيره اذا العمل علي تطهير المجتمع من الزوائف التي استشرت واصبحت جلبة الصراع اكثر واوضح وامضي من مدافعة البناء وانعدمت القيم الوطنية في الصفوة والعامة واصبح الوطن بلا وجيع .. كل يرفع بندقيتة لينال استوزارا وتضحمل تضحيته بنفسة من اجل فكرتة ( اذا كانت هنالك فكره) حالما حصوله علي الوظيفة القيادية وتصبح كل منافاحته من اجل الفقراء والمهمشين هي الزاد لخدمة الانا وتظل القضية التي ثار من اجلها ترواح مكانها بل تؤدي الي تكاثر اميبي لاخر يدعي القياده ويريد التفاوض من اجل المنصب.. قس ذلك المثال علي كل النواحي, وحتي الحكومة في سبيل علاج وقتي وموضعي تسترخص الحل و تستسهله وهو امتداد للانا.. فالحل الجذري يحتاج لمزيد من الانأة والجهد ولكن من باب سد الذرائع اصبح المنصب مقرون بالاحتجاج وليس بالكفاءة والكفء الذي لا يصدر جلبة هو مطيع ضمن قطيع ولا يخشي باسه وكذلك لايمكن الاستفادة منه الا بتقربه هو الي السلطه اما تحذلقا وتزلفا او نشازا بعيدا يشير بيده بالسلاح . هنالك سؤال محوري هل الفقر والعجز الاقتصادي يؤدي بالضرورة الي ظهور البثور السياسية والاجتماعية.. للاجابة علي هذا السؤال لابد من التحدث عن نموذجين النموذج السوداني والنموذج غير السوداني ففي النموذج الثاني الاجابة واضحه وجلية كل مازادت حده الفقر انفرط العقد السياسي والاقتصادي لجسم تلك الدول وبالتالي تظهر المطالبات بالحقوق والواجبات ومثال جلي هو موجة الاحتجاجات التي تعاني منها بعض الدول الاوربية التي بلغت شأوا في الحريات والديمقراطيات ولكن عندما اهتزت اقتصاديات تلكم الدول بدت الحركات التحررية في الظهور وكمثال حي حركه استقلال الباسك التي بدأت تنشط بعد ظهور الخلل الاقتصادي في اسبانيا ومحاولة الانفكاك من عقال الاتحاد الاوربي كما يجري في اليونان .... اذا الحاله الاقتصادية الجيدة هي الغطاء الفعال للبثور السياسية لكل دول العالم والهاء الفكرة الشعوبية بعجلة التنمية والازدهار الاقتصادي...أما في الحالة السودانية هي ذات خصوصية فوضوية غريبة وهي ان بداية التفكير في التفكك والانقسام تنشط في الوضع الاقتصادي المستقر ففي الستينات كان الوضع الاقتصادي مستقر ولكن ظهرت الحركات الجهوية كحركه سوني الدارفورية ونشاط الحزب الشيوعي الذي ادي ربكه اجتماعية عنيفة في مكونات المجتمع السوداني التي كانت بالسجية تقف علي خط مواجه للفلسفات الشيوعية, وتفكك الجنوب في الاوج الاقتصادي لعصر الانقاذ واستعرت كذلك مشكلة دارفور........زد علي ذلك زادت معدلات الفساد وتنوعت افانينه بدلا من الاستفادة من من البترول كمدخل اقتصادي جبار كان من المعول علية ان يجعل من الاقتصاد السوداني اقتصادا انتاجيا وليس اقتصادا استهلاكيا. السؤال الاخر ماذا قدمت النخب السياسية من لدن الاستقلال للاجيال الحالية غير هذا الحصاد الخرب اين السودان من نظرائه الذين استقلوا في فترات متقاربة... اين بلادنا من الاقتصادات النامية وبمعدلات عالية اين نحن من الظهور الاعلامي اين نحن من العالمية واخراج موروثاتنا وثقافاتنا المحليه للخارج اين نحن من الاستقرار والامن الاجتماعي اين و اين واين واين. هل ضاعت الشخصية السودانية المتجردة كمثال لها المشير سوار الدهب عندما تسامت نوازعه الوطنية علي نوازعه الشخصية مؤثرا التنحي علي الاستئثار وعكسها تماما تأبت شخصيات متشبثة متقدمة في العمر من التنحي ومحاولتها العوم عكس تيار الواقع من كل هذا السرد المختصر الا تري رعاك الله أن خيط الانا يصل هذه الكبوات والنكسات في المجتمع السوداني.. الا تري ان السوداني عندما يكون بعيدا عن موطنا يوسم بالكفاءة والامانة والاخلاص وعندما يعود لوطنة يجعل كل ذلك وراءه ظهريا في محاولة للموائمة علي الواقع الجديد. هذه الانا طردت ابليس من رحمة الله عندما قال لرب العزة انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين و هذه الانا ارسل لها نبي من لدن رب العالمين عندما قال فرعون انا ربكم الاعلي وجعلت قرانا يتلي الي قيام الساعة... وهذه الانا اقعدت بالوطن اكثر من نصف قرن من الزمان فمتي نخرج من الأنا الذاتية الي الأنا الوطنية والله المستعان hisham waggiallah [[email protected]]