رغم انفراج الأزمة بين الشريكين في حكومة الوحدة الوطنية - اللذان اعلنا تكراراً ومراراً وأكدا ان لا عودة للحرب -إلا أن بعض اخواننا الجنوبيين ما زالوا يعتقدون ان الشريك الأكبر حزب المؤتمر الوطني يجهز في الجيوش لحرب لا تبقى ولا تذر- بل يخطط لاغتيالات في صفوف الزعماء الجنوبيين البارزين. * فقد ورد في مقال بهذا المعني في صحيفة «سودان تريبيون» يوم السبت الماضي احتل صفحة كاملة تقريباً في الجريدة التى يرأس تحريريها الزميل ويليام ايرزكيل تحت عنوان «جهاد الخرطوم، حرب متعددة الانواع» كتبه ما يطلق عليه «حراس السودان الجديد اليوم» The New Sudan Watchdogs Today (NSWT). جاء في (NSWT) علم من مصادر موثوقة ان الخرطوم تُعد لحرب متعددة الأنواع وأن السلطات وكبار الاسلاميين في الخرطوم قد أمروا الجيش لنشر مئات الدبابات والشاحنات المصفحة وحاملات الجنود وعشرات الآلاف من الجنود والمليشيات والمجاهدين -على طول الحدود بين الشمال والجنوب لغزو محتمل لجنوب السودان في فصل الجفاف القادم تحسباً لاعلان أحادي للاستقلال من جانب السلطات الجنوبية». * ويعد التقرير «5» خمس جبهات في الحرب المزعومة التى يخطط لها نظام الخرطوم: * هجوم برى تنفذه قوات المشاة على ولايات الجنوب الغنية بالنفط بمساندة قصف جوي مكثف على كل المدن والقرى الجنوبية. * اغتيال سياسيين جنوبيين بارزين بواسطة السودانيين الجنوبيين المنسوبين للجبهة القومية الاسلامية. * استهداف المدنيين بواسطة مليشيات في مختلف ولايات الجنوب. * إختراق حكومة جنوب السودان والحركة الشعبية والجيش الشعبي. ** حملة سياسية ودعايات مضللة للمسلمين في انحاء العالم وبالاخص الشرق الاوسط لتقديم التأييد السياسي. * مزاعم (NSWT) لا تتوقف عند ذلك. فهو ينسب إلى معلومات موثوق بها مفادها «تدريب الآلاف من الجنوبيين بواسطة المؤتمر الوطني لخلق إنعدام أمن واقتتال قبلي في كل انحاء الجنوب. هذه العناصر يتم تدريبها أيضاً على اغتيال زعماء الحركة وقيادات الجيش الشعبي». * الاسلاميون الذين يطلقون على هذه الحرب المزعومة «التحرير الكامل لأرض الله» -تهدف ل «خلق فراغ قيادي وصراع على السلطة بين القبائل الجنوبية المختلفة». * جنس هذه الحكاوي وغيرها من المقالات التي ترد في صحف أخواننا الجنوبيين تدل على أنهم لا يثقون في الاسلاميين المتشددين المنتمين إلى حزب المؤتمر الوطني الذين حسب رؤاهم لم يتخلوا عن هدفهم لإخضاع الأخوة الجنوبيين للحكم المركزي الذى يهيمن عليه حزب المؤتمر الوطني.