اكتملت امس بمدينة جوبا الاستعدادات كافة للاحتفال بأعياد الميلاد المجيد .. فعلقت الزينات في كل مكان خاصة الشوارع والكنائس ...وظهرت مشاعر الفرح المصاحبة للأعياد في وجوه المواطنين وهم يتجولون في اسواق المدينة الرئيسية لشراء الملابس الملونة ولعب الاطفال، الى جانب تجهيز المأكولات الشهية والحلويات المختلفة ..بينما تستعد العديد من الاسر لزفاف ابنائها في هذه الايام المباركة وسط فرحة الجميع .. وتسير ترتيبات الاحتفال بعيد الميلاد في المدن الجنوبية الاخرى بذات الوتيرة.. وأعلنت حكومة الجنوب عن اجازة رسمية لمدة خمسة ايام للمسيحيين، بينما كانت قد منحت المسلمين يوما واحدا في عيد الاضحى دون تعطيل المصالح الحكومية مثلما تمنح الحكومة في الشمال خمسة ايام للاضحى مع عطلة ليوم واحد للمؤسسات الحكومية في أعياد الميلاد وتعد مظاهر اعياد الميلاد في جوبا اقوى لاعتبارات دينية. فوجود المسيحيين اكبر بكثير من المسلمين ..ولكن هذا لم يمنع تمتع الجميع بالاعياد جميعها فذبح المسلمون الاضاحي بعد ان ادوا الصلاة في جامع جوبا الكبير ومن ثم انتشروا في احياء جوبا لتحية بعضهم وتبادل التهاني واستقبلوا ايضا اخوانهم المسيحيين وهم يستعدون اليوم لمشاركتهم اعياد الميلاد المجيد . وشارك وفد من المؤتمر الوطني برئاسة الشيخ منقو اجاك المسلمين بمدينة جوبا فرحتهم بعيد الاضحي المبارك وسيشارك ذات الوفد المسيحيين في احتفالات اعياد الميلاد ولقد وجدت هذه المشاركة في هذا الوقت تحديدا صدى طيباً في المدينة خاصة انها تأتي بعد زمن قصير من اتفاق الشريكين على انهاء الازمة بينهما .. واكد اجاك ل «الرأي العام» ان الوضع الآن مهيأ تماما لمواصلة العمل المشترك بين الشريكين في الجنوب لتحقيق السلام ودعم الوحدة .. واشار الى تعاون حكومة الجنوب والخطوات الايجابية التي بدأت بين الشريكين في هذا الاتجاه. كما أبدت السيدة هدى مايكل وزيرة الر عاية الاجتماعية بحكومة ولاية بحر الجبل وعاصمتها جوبا ابدت سعادتها وهي تستقبل وفد المؤتمر الوطني بتمسك الشريكين بالسلام وعدم العودة للحرب. وقالت ان حكومة الجنوب ترحب بالعمل المشترك بين الحركة والمؤتمر الوطني من اجل دعم السلام وانفاذ الاتفاقية.. واشارت الى ان الزيارات المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين في الاعياد يساعد على التناغم والانسجام لحماية اتفاق السلام.. واعتبر الاب مارتن اوشايا الامين العام للكنيسة الكاثوليكية المطرانية بمدينة جوبا التقارب الزمني بين اعياد المسلمين والمسيحيين هذا العام، ادى الى تسهيل كثير من الترتيبات وسط المواطنين فالجميع انشغل في وقت واحد واشار في حديثه ل «الرأي العام» ان المسلمين والمسيحيين يعيشون بجوبا في وئام وسلام وقال لا توجد اصلا مشكلة دينية في الجنوب وهناك اسر كثيرة يعيش افرادها مع بعض يربط بينهم الدم بينهم مسلمون ومسيحيون وهم يتواجدون بصورة اكبر في احياء «الملكية» و«اطلع بره» فالدين لا يمثل مشكلة في جوبا واكثر ما يهم الجميع الآن تنفيذ الاتفاقية وكيفية المحافظة على السلام.. وحسب آراء مراقبين فالفرصة الآن مواتية للشريكين لبدء تنسيق مشترك وابداء جيد لحسن النوايا خاصة في العلاقة بين الطرفين في الولايات الجنوبية على ان يكون اساسها ازالة الفروقات الدينية واشاعة الوئام والمحبة بين المواطنين.