حددت اسرائيل شروطا لابرام اتفاق سلام مع سوريا أمس متفقة مع واشنطن في مطالبة دمشق بأن تنأى بنفسها عن إيران وأن تكف عن دعم الجماعات الفلسطينية واللبنانية النشطة.واستقبلت الولاياتالمتحدة بفتور اعلان اسرائيل وسوريا بشكل منسق يوم الاربعاء عن بدء محادثات غير مباشرة بينهما في تركيا في أول تأكيد منذ ثمانية أعوام عن اجراء مفاوضات بين الخصمين.وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في تكرار لتصريحات أمريكية أن اسرائيل تريد العيش في سلام مع جيرانها لكن ينبغي على سوريا أن «تنأى بنفسها تماما» عن العلاقات «المثيرة للمشاكل» مع ايران.وأضافت ليفني أنه يتعين على سوريا أيضا أن تكف عن «دعم الارهاب..حزب الله و (حركة المقاومة الاسلامية) حماس» وهما جماعتان تنالان الدعم أيضا من ايران.وقال ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي الذي كان رئيسا للوزراء وشارك عام 2000 في محادثات مع سوريا استضافتها الولاياتالمتحدة انه على الجانبين تقديم « تنازلات مؤلمة».وفي أول رد فعل علني للمحادثات الاسرائيلية السورية قالت الولاياتالمتحدة انها «لا تعارض» اجراء محادثات لكنها كررت انتقادها لسوريا بسبب «دعم الارهاب».ويقول كثير من المحللين ان العداء الامريكي تجاه دمشق وحلفائها في ايران وحزب الله اللبناني يجعل من غير المرجح ابرام اتفاق سلام بين سوريا واسرائيل قبل أن يغادر الرئيس الامريكي جورج بوش منصبه في يناير كانون الثاني.كما تعتبر الولاياتالمتحدة واسرائيل حماس منظمة ارهابية. وتعارض الحركة الاسلامية التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو حزيران الماضي محادثات السلام التي يجريها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس الوزراء ايهود أولمرت.وصرح أولمرت بأن مسار السلام الجديد مع سوريا سيكون طويلا ومعقدا. وكشف أولمرت المحادثات مع سوريا قبل يومين من تحقيق الشرطة معه بشأن مزاعم رشى نفاها لكنها قد تجبره على التنحي. وكان اولمرت قد صرح بأنه سيستقيل اذا وجه له اتهام.وكتب الصحفي يوسي فيرتر في صحيفة هاارتس قائلا «الكل يعلم أن أولمرت يريد أن ينهي فترة حكمه بنغمة دبلوماسية لا اجرامية. السؤال هو أيهما ستأتي أولا...لائحة الاتهام أم معاهدة سلام.»واحتلت اسرائيل مرتفعات الجولان السورية في حرب عام 1967 وضمتها في عام 1981 في تحرك لم يحظ باعتراف دولي.وقال أولمرت ان المفاوضات مع سوريا قد تتمخض عن «تنازلات صعبة» من جانب اسرائيل في اشارة على ما يبدو الى استعداد لتسليم مرتفعات الجولان.وصرح وزير الدفاع الاسرائيلي زعيم حزب العمل وهو حزب يسار وسط بأن السلام مع سوريا لا يمكن ان يتحقق الا من موقف قوة وثقة بالنفس.وقال باراك «الجانبان.. وأكرر.. الجانبان سيجبران على اتفاق لتقديم تنازلات مؤلمة.. والجانبان يعرف ذلك.»وانهارت اخر محادثات سلام سورية اسرائيلية التي حضرها باراك في شيبردستاون بولاية وست فرجينيا الامريكية بسبب خلاف على السيطرة على شواطيء بحيرة طبرية التي تطل عليها المرتفعات والتي تحصل منها اسرائيل على معظم مياهها.وقال أولمرت أمس الاربعاء دون أن يحدد أي تنازلات محتملة «من الافضل دائما الحوار بدلا من اطلاق النار.»وقبل ثمانية أشهر قصفت مقاتلات اسرائيلية ما وصفه مسؤولون أمريكيون بمنشأة نووية من تصميم كوريا الشمالية في سوريا.وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم لرويترز ان اسرائيل كشفت أنها مستعدة لاعادة الجولان مضيفا أنه من دون هذا الالتزام فلا يمكن اجراء مفاوضات. ومن بين منتقدي أولمرت الكثيرين في الداخل هدد أنصار 18 ألف مستوطن يهودي في الجولان بضرب ائتلافه الحكومي الهش اذا حاول أن يتخلى عن الاراضي.وتساءل اخرون علنا ان كان الهدف من توقيت الاعلان هو تحويل الانتباه بعيدا عن مشاكل أولمرت مع الشرطة. وستستجوبه الشرطة مرة ثانية يوم الجمعة للاشتباه في تلقيه رشى من رجل أعمال أمريكي.واظهر استطلاع تلفزيوني مفاجيء للاراء أن 70 في المئة من الاسرائيليين يعارضون اعادة الجولان كما ترى أغلبية أن أولمرت يستغل المحادثات لصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية.