تعوِّل وزارة الصحة كثيراً على الحملة التصعيدية لصحة الطفل التي انطلقت الأسبوع الماضي.. واهتمت بإشراك الأجهزة الإعلامية في مراقبة انطلاقها من مدن البلاد كافة.. رغم أن الظروف الأمنية حالت دون الوصول الى الأطفال المستهدفين بمنطقة أبيي وشرق الجبل بجنوب دارفور. وفي ولاية النيل الأبيض تابعت «الرأي العام» إنطلاق حملتها من مدينة كوستي وتبين من الأرقام التي أعلنها المسؤولون هناك أن الأمراض التي تستهدفها المبادرة تمثل نسبة (75%) من حالات التردد على العيادات الخارجية في مجمل البلاد كما أنها تتسبب في (76%) من وفيات الأطفال دون سن الخامسة. وأضاف المسؤولون أن (81%) من تردد المرضى على العيادات الخارجية في السودان ناتج عن أربعة أمراض: التهابات الجهاز التنفسي التي تشكل (33%)، والإسهال (24%)، والملاريا (15%)، وسوء التغذية (9%)، وأسباب الوفيات بالمستشفيات لدى الأطفال أقل من خمس سنوات هي الإلتهاب الرئوي (17%)، والملاريا (12%)، والجفاف الناتج عن الإسهال (17%)، وسوء التغذية (10%)، وفقر الدم (5%). أما وزارة الصحة في النيل الأبيض فأعلنت أن الإسهالات والتهاب الجهاز التنفسي والملاريا أكثر الأمراض شيوعاً وتردداً هناك. وبدأ التخطيط للحملة في الولاية منذ أبريل الماضي وتم تدريب ألفين من الكوادر وتستهدف الحملة بالولاية أكثر من (248) ألف طفل دون سن الخامسة. كما أعدت وزارة الصحة الإقليمية لجنة برئاسة مدير الرعاية الصحية الأولية للتخطيط والإشراف أثناء الحملة ومراجعتها، وفي إطار حملة الولايات سيتم توزيع (133) ألف ناموسية بنسبة (45%) من المستهدف الكلي وستوزع برؤية فنية تختص بكل منطقة ذات كثافة عالية للإصابة بالملاريا والمناطق التي يصعب الوصول إليها، وحددت الولاية (185) مركزاً ثابتاً و(108) مراكز مؤقتة و(124) فريقاً جوالاً. وقال دكتور وضاح من منظمة الصحة العالمية إنه من خلال التجارب تجد الحملات الوطنية إقبالاً كبيراً من قبل الفئات المستهدفة وتحقق تغطية بنسبة (100%) من المستهدف، ولذلك تكتسب هذه الحملات أهمية ولاتوجد حالات رفض، مؤكداً أن تنفيذ الحملة في النيل الأبيض تكتسب أهمية باعتبارها حدودية وتتاخم الولايات الجنوبية ومنطقة رُحّل وبرامج عودة طوعية ووجود الميناء النهري ومنطقة تنتقل فيها الأمراض بسرعة ولذلك تم إدخال لقاح شلل الأطفال في الولاية لظهور حالة في إحدى الولايات الجنوبية. دكتور أيمن الجزولي مدير إدارة الرعاية الصحية الأولية بالولاية قال ل «الرأي العام» إن الإسهالات وأمراض الجهاز التنفسي والملاريا أكثر الأمراض شيوعاً وسط الأطفال وتردداً في المراكز الصحية. وأضاف أن الإدارة ستركز على تنفيذ لامركزية العلاج وذلك بتوفير الخدمة العلاجية في المراكز الصحية بالولاية البالغ عددها (96) مركزاً، وأوضح أن التحديات التي تواجه برامج الرعاية الصحية الأولية تتمثل في توفير المعلومة وانسياب التقارير بصورة منتظمة. وسيتم البدء في توزيع استمارة لحصر المراكز وتحديد الحاجة. واعتبر المبادرة (فرصة لإتاحة تقديم الخدمات متكاملة وتحقيق واستخدام الأمثل للوصول للفئات المستهدفة بالإضافة الى تجفيف وتقليص المرض والوفيات وسط الأطفال). دكتور الطيب الوسيلة مدير عام وزارة الصحة بولاية النيل الأبيض قال إن المبادرة تقوم على مدى مفهوم الثقافة الصحية للأم ولذلك لابد من رفع ثقافتها الصحية وذلك للاستجابة بتطعيم أطفالها في المراكز الصحية مؤكداً وجود التزام سياسي من قبل حكومة الولاية وذلك بالالتزام بتوفير المكون المحلي بنسبة (25%). وقال إن ارتفاع نسبة وفيات الأطفال تسبب هاجساً لدى العديد من الدول من بينها السودان، وأشار الى أن تنفيذ المبادرة يحقق مكاسب عديدة لبرامج الرعاية الصحية الأولية المتعددة وذلك بتقليل الجهد والتكلفة كما أن تنفيذ الحملة يسهم في الوقوف على برامج التحصين وتحديد مواقع الخلل والقصور وتجويد الأداء مما يرفع من نسبة التغطية ويخفف نسبة وفيات الأطفال. الأستاذة سميرة محمد عثمان مدير الأنشطة بالصحة الإضافية الاتحادية قالت ل «الرأي العام» إن الفرق باشرت أعمالها منذ اليوم الأول (5/13) وتعتبر الحملة الأولى من نوعها حيث تشتمل على خمسة تطعيمات وتقدم الخدمة عبر المراكز الصحية وشكت من المعوقات التي تواجه الحملة كاعتقاد المواطنين أن الحملة ستصل المنازل. وبعد ثلاثة أيام من إنتهاء فترة الحملة المقررة أعلنت وزارة الصحة أن تغطية الحملة بولاية نهر النيل بلغت (38%)، وكسلا (52%)، والقضارف (17%)، والبحر الأحمر (14%)، والجزيرة (18%)، والنيل الأبيض (19%). وبلغت تكلفة الحملة (6.160106) جنيهات.