انعقد يوم الأحد الماضي (1/6) مؤتمر القطاع النسائي بالمؤتمر الوطني، وهو مؤتمر مرتب تتابعت جلساته خلال يوم طويل عبر ثلاثة محاور : محور سياسي ناقش ورقة بعنوان (دور المرأة في الانتخابات)، ومحور تنموي قدم رؤاه عبر ورقة بعنوان (أولويات المرأة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية)، ومحور فكري قدم ورقة بعنوان (التمييز الايجابي للمرأة السودانية). وقد لحظت فيمن ترأسوا الجلسات وقدموا الأوراق والمعقبين ومبتدري النقاش والمقررين أنهم تشكلوا من عشرين ناشطا وناشطة سجلت عليهم ملاحظتين : * الأولى : أن الأسماء كلها من النساء تخللهن رجلان فقط هما فتحي أبو القاسم وعبد الله محمد علي. * والثانية : أن الأسماء كلها جديدة على سمعي ربما باستثناء اقنيس لوكودو وبدرية سليمان وعائشة الغبشاوي. والملاحظتان تعنيان أن النظرة للأمام وتفريخ قيادات المستقبل في هذا التنظيم الحيوي تسير على قدم وساق. في تقديري مما لاحظته من متابعات هذا المؤتمر أن له ثلاثة أهداف رئيسية : الأول، أنه خاتمة للمؤتمرات القاعدية التي تتصاعد بتصعيد بعض الأفكار والمقترحات والتوصيات كذلك بتصعيد بعض الأعضاء من الأدنى للأعلى ليصل إلى المؤتمر العام الذي أتصور أن ينعقد قبل الانتخابات العامة العام القادم. الثاني، أنه جزء من حملة تنشيطية لقواعد المؤتمر الوطني، وقد شهدت الاشهر الماضية مؤتمرات مماثلة في القطاع الثقافي والاقتصادي وقطاعات أخرى، وهذه الحملة عمت كل السودان، وأن مؤتمرات القطاع النسائي لم تستثن حتى مناطق الالتهاب مثل ولايات دارفور. هذه المؤتمرات القاعدية شملت كل القرى وأحياء المدن بحيث بسطت كل مشاكلها التنظيمية وظلت تتصاعد إلى أن وصلت في مثل هذا المؤتمر إلى التنظيم المركزي للقطاع تمهيدا لمشاركته في المؤتمر العام للحزب. الثالث، أنه بمثل هذه المؤتمرات يحافظ الحزب على سمتين رئيسيتين : أن له تنظيماً حزبياً متماسكاً يهتم ببلورة وترقية أفكاره وتصعيد عضويته حتى تنتج له قيادة مركزية قادرة، وأنه تيار سياسي وثقافي وفكري يبث رؤاه في المجتمع. فالتيار أوسع من الحزب، والتيار باتساعه وتغلغله لا يعنى بالتنظيم والانضباط التنظيمي بقدر ما يعنى ببث ثقافة عامة في المجتمع تنطلق من أفكار الحزب. وكل الأوراق التي قدمت وتقدم عادة هي أطروحات فكرية وثقافية تسعى في النهاية لنشر تيار ثقافي عام يتشكل بالمواصفات التي يراها الحزب. وبعد .. لاحظت أن هذا المؤتمر سبقته مؤتمرات قاعدية وتنشيطية انعقدت في الفترة من يناير حتى مايو من هذا العام في أربع عشرة ولاية من ولايات السودان الست والعشرين، ولاحظت أن شعارات المؤتمرات تنوعت بين (المرأة شقيق عملاق لوطن عملاق وحزب عملاق)، و(نشارك سواء بسواء لبناء السودان)، و(امرأة فاعلة في بناء السلام والوحدة والتنمية)، و(امرأة فاعلة لمؤتمر رائد). أما مؤتمر الأمس فكان شعاره (المرأة في المؤتمر الوطني همة نحو الثريا).