إن المنهج له حسابات نتائج، لأن منهج الدراسة في قضايا العمل الوطني كافة يعتمد في الأشياء على رؤية متكاملة تكون لها انعكاسات على المستقبل، وأزمة الغذاء هنا وبكل معاني العمل السياسي هي خلق العدو الوهمي الذي تواجه به أمريكا العالم من خلال مقايضة البترول بسعره المرتفع اليوم.. بارتفاع أسعار المواد الغذائية حتى العام 2015م، وذلك من خلال رسم سياسات زراعية تخدم الهدف الأمريكي من العدو الوهمي الذي تصنعه الإدارة الأمريكية.. وتكون الإدارة الأمريكية قد قدمت خدمة للمواطن الأمريكي بعد أن فشلت في حرب العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين. والدليل على ذلك ما تؤكده الأحداث التي سيطرت في اتفاقية كامب دي?يد ومفادها أن الإدارة الأمريكية أرادت أن تضرب إرادة القوة التي تمثلت في زراعة القمح في مصر ولذلك نجحت سياسة الترويض وزرعت مصر الكثير من مساحات الدورة الزراعية (زهرة عباد الشمس) ويجئ بعد ذلك روشتة صندوق النقد الدولي لتقدم من خلالها التوصية بعدم زراعة القمح في الوطن العربي لتحل محله زراعة الخضروات. تجفيف منابع القوة تؤكد حقائق الجغرافيا السودانية أن الأرض الزراعية والمياه تشكلان أهم مصادر قوة السودان، فضلاً عن استراتيجية الموقع ومن هذا المنطلق تحدث بين قبائله وقواه المتنوعة بؤر توتر خطيرة ذات أبعاد أمنية تهدد أمن السودان، وعليه فإن مسؤولية الأمن القومي مسؤولية جماعية لكل أبناء الوطن، وهنا يبرز سؤال مهم الإجابة عليه بصدق وموضوعية وبدون جهد أو عناء. لتكون هنالك سياسة زراعية ثابتة وقوية تضع في حسابات أهواء خاصة لا تريد للسودان الخير.. وعلينا أن ندخل في حسابات بحيث لا يتكرر نموذج يوسف والى آخر.. وهذا من جانب وعلى مستوى آخر فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية تستعمل اليوم سياسة الترغيب والترهيب. الماسونية وسياسة الإحتواء إن سياسة الإحتواء والترويض والمواجهة التي كانت تتبعها الولاياتالمتحدة منذ الحرب العالمية الأولى وسقوط دولة الخلافة في تركيا كانت تقف وراءها الماسونية العالمية والمصارف اليهودية روتشيلد وروكفلر.. وحاخام الطائفية اليهودية ناحون جولدمان وجاءت الحرب العالمية الثانية لتقضي على ما تبقى من الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس والإمبراطورية الفرنسية والبريطانية. واهتمت المحافل الماسونية على إمتداد العالم بعد أن برزت دولة الكيان الصهيوني الاستيطاني بوضع استراتيجية جديدة بهدف اختراق دوائر صناعة القرار السياسي في دول العالم بل والدوائر المحتملة، وبدأت التجربة الأولى في إيطاليا لدرجة أن بعض مجالس الوزراء في إيطاليا كان كل الوزراء في المحافل الماسونية على إتساع إيطاليا مع ظهور المافيا فيها في آن واحد ومن هنا ظهر بشكل واضح ما يسمى بغسيل الأموال، وما من دولة عربية إلا ويوجد بل محفل للماسونية والآن حدِّث والا حرج.. ومن يتابع الفضائيات يجد بعض تلك العناصر يُروِّجون للفكر الأمريكي بلا خجل ويصوِّرون أن أمريكا المجرمة هي واحة الحرية والأمن والأمان، بل ويقف بعض الحكام على رأس محكوميهم يروجون للصهيونية الماسونية وفكرها المتقدم. ما يجري على أرض العرب من أهداف استراتيجية وتكتيكية إن الذين لا يتعلمون من دروس ليس من حقهم أن ينتظرون التقدم وعليه فإن إعادة القراءة للتاريخ وحقائقه تصبح أمراً ضرورياً يفرضه علم الحقائق الموضوعية. ولكن ما يجري على الأرض العربية أمر مختلف تماماً، الجميع لا يقرأ وإن قرأ لا يريد أن يفهم، الإعتدال وحزب الله.. ميزان القوة الى أين؟ ثقافة الفتنة التي تروج لها بعض الدوائر العربية النافذة في حكومات الإعتدال التي أرادوا لها أن تسود باءت بالفشل، ومن هنا فإن البلاء الذي أصابهم في مقتل بل وجعلهم يعيشون داخل مستنقع التيه السياسي، أما الولاياتالمتحدةالأمريكية فلها استراتيجية في هذا الاتجاه وهي تستخدم التهديد كلغة وتمارس الاتفاق مع القوى مهما تعارضت معها وهي لا تتعامل إلا مع القوى. إذاً أمريكا تريد أن تبحث عن ثغرة للتعامل مع حزب الله ومع سوريا ومع إيران لكن إرادة حزب الله رفضت التعامل مع أمريكا وكذلك مع إيران وسوريا وإنني من خلال ذلك أؤكد على حقيقة أن دول الإعتدال (الإمبراطورية المنهارة) ليس لها مكان إلا في مخيلة تلك الدول. نواصل: الفتنة في أضعف حلقاتها.