اعود اليوم لمعانقة قراء الحروف بعد استراحة اجبارية بأمر الطبيب والساحة الرياضية تعج بالكثير من الاحداث الساخنة التي كنت اتابعها كقارئ وكثير منها يستحق الوقوف وعلى رأسها انجاز بطلنا الذهبي واملنا في بكين ابوبكر كاكي الذي حطم الارقام وكتب اسمه بأحرف من ذهب وهو يفوز بذهبية أوسلو برقم عالمي جديد ادهش العالم وخبراء اللعبة، وتكفيه شهادة الاسطورة العربية سعيد عويطة الذي رشحه لذهبية في اولمبياد بكين التي نشارك فيها هذه المرة من اجل المنافسة وليس المشاركة فقط. وايضاً التصريحات القوية للسيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ للاذاعة الرياضية وهو يتحدث بثقة رداً على كل ما يدور عن ازمة امين المال الذي اراد ان يشغل مجتمع المريخ عن اداء دوره في وقت يعمل فيه اعضاء المجلس في بناء الطابق الثاني وترتيبات معسكر فريق كرة القدم، وبدلاً عن الصمت وهو الذي ابتعد طويلا عن العمل يفجر الازمة بواسطة اقلام هي ابعد عن مصلحة المريخ وكما قلت من قبل لو وجدت المريخ في النار لزادته حطباً وغازاً تتبعهم مجموعة من هتيفة (الاسكراتش) وكلاهما في (الظروف) سواسية. ولكن أؤجل اليوم التعليق على هذه الاحداث لان هناك ماهو اهم وهو مباراة منتخبنا الوطني الاول امام نظيره الكنغولي في التصفيات الافريقية المزدوجة في اصعب مهمة لصقور الجديان من واقع الظروف التي يمر بها الفريق وقد تنعكس على مباراة اليوم والمتمثلة في غياب اهم العناصر الاساسية التي تملك الخبرة في مثل هذه المباريات وعلى رأسهم المعز محجوب وريتشارد جاستن وحمودة بشير وفيصل العجب الذين حرمتهم الاصابة من اداء الضريبة الوطنية ولا اريد ان اشير الى غياب بدرالدين قلق لان اللاعب الذي يهرب من اداء ضريبة الوطن لا يمكن ان يؤثر على الفريق وقد جاملته لجنة الانضابط كثيرا وهي تعاقبه بالايقاف لمدة شهر فقط، فقد تكررت تصرفات هذا اللاعب حتى مع المريخ وكان يجب ان تضُاعف عقوبته حتى يكون عظة لغيره ولو فعلها اي لاعب في اي بلد في العالم لتم شطبه من كشوفات الاتحاد على اقل تقدير لان هروب لاعب من مرافقة منتخب بلاده مثل هروب جندي من مرافقة كتيبة عسكرية في مهمة وطنية. كما ان ابتعاد اللاعبين عن اللعب التنافسي بعد إلغاء مباراة تشاد قد تكون له آثاره السلبية ايضا على اداء اللاعبين وكنا نتوقع ان يعوض الفريق بمباراة ولكن كالعادة تقف الامكانيات امام تحقيق هذا الهدف رغم الجهد الكبير الذي بذلته لجنة الدعم والكل يعلم قوة المنتخب الكنغولي الذي يكفي انه احرز هدفين في مرمى مالي خارج ارضه كإشارة لخطورة هجومه ونخاف الاخطاء المتكررة لخط دفاعنا التي دفعنا ثمنها في نهائيات غانا. عموما نأمل ان يجتاز منتخبنا اليوم عقبة الكنغو ونخرج بنتيجة ايجابية تجدد آمالنا بعد ان فرضت علينا لجنة الطارئ بالاتحاد الافريقي بقرارها بسحب تشاد من تصفيات الامم ان تكون فرصتنا فقط في صدارة المجموعة وهي مهمة صعبة في مجموعة كل منتخباتها تملك الطموح. ما يطمئن روح الاصرار عند اللاعبين واخلاصهم لشعار الوطن وتحملهم تلك الظروف الصعبة وقد ظل قائد الفريق هيثم مصطفى يمثل القدوة ويضرب المثل الحي لزملائه في الارتباط بالمنتخب ويكفي انه ظل مع المنتخب في رواندا واليمن في وقت تجري اخطر عملية لابنه في احدى مستشفيات جدة وكلنا يعرف ماذا يعني الابن للأب خاصة وهو ابنه الوحيد فكان يتحمل الآلام وهو يتابع حالته عبر الهاتف.. كان بإمكانه الاعتذار عن مباراة اليمن باعتبارها مباراة ودية ليسافر للوقوف بجانب ابنه ولكنه تناسى كل ذلك وتحمل من اجل المنتخب مؤكدا بالفعل انه نعم القائد. لا نملك غير اضعف الايمان بالدعاء لصقور الجديان ونسال الله تعالى ان ينصر السودان.