لدىّ عشرات من السندات وشهادات الاثبات وأوراق (البوكر) بأنّ النمط السائد للرؤساء يمر بزاوية منفرجة ... وأنّ الصورة العامة للرؤساء لم تعد كما كانت (أسود وأبيض) ... وأنّ المرشّح المثالى للرئاسة فى كل الدنيا افتتح له فرع بسوق الموضة السياسية! حالة المرشّح باراك اوباما تدخل فى هذا القالب ... فلم تعد صورة الرئيس الامريكى لدى الناخبين هى الصورة المعدّلة من الكاوبوى أو كما كانت صورة القدّيس أو الجنتلمان الأبيض أو الفوتو جينيك السينمائى الهوليودى! المرشح الديمقراطى اوباما تخطّى الحواجز وقفز فوق الأسلاك الشائكة ولم يبق له غيرالعقبة الجمهورية (المكينية) ... بل بمراجعة شريط الانتخابات الامريكية فى تداولها (السلمى) بين الجمهورييّن و الديمقراطييّن فانّ الدورة القادمة تتجه بوصلتها بفعل الرياح السياسية الى الحزب الديمقراطى ... ومع ذلك فانّ ما ظهر من اوباما حتى الآن لا يتجاوز الموضة السياسية : الطول والارتفاع واللون الأسمر والحنجرة المميّزة والخطاب التمثيلى ... مجرد موديل (مانيكان) لموضة سياسية! داخل هذا (المانيكان) يكون مقبولا لمن سيعطى صوته لاوباما ولمن لن يعطيه أن يتكّون شعار اوباما من كلمة واحدة : التغيير دون رهق السؤال : التغيير من ماذا والى ماذا! سيخضع شعار التغيير و حامله والمحمول اليه لسباق الديربى المحموم للانتخابات الامريكية ... وطالما أنّ صعود اوباما كان موضة صيفية فانّ موضة الشتاء أحيانا غير موضة الصيف ... والانتخابات الامريكية شتوية! جراب التغيير الذى يحمله اوباما على كتفه لم يفصح عن نفسه ... ففى أوّل (اعلان للمبادئ) لاوباما قال أنّه مع اسرائيل ظالمة أو مظلومة ... و مع الاحتلال الاسرائيلى الذى عاصمته القدس : لا قدس شرقية ولا قدس غربية بل قدس اسرائيلية! يستحق اوباما أن يكون موضة سياسية لهذا العام ... فهو من سلالة من أتوا من افريقيا الى الأرض الامريكية مكبّلين بالأصفاد ... وهى موضة قابلة للانقراض أو الانتشار ... واوباما وحده هومن يقرر : هل هذا القوام هو قوام رئيس امريكى جديد ...أم قوام لاعب كرة سلّة ضلّ طريقه الى نادى هارلم!!