ألقت السيدة الأمريكية الأولى، ميشيل أوباما كلمة متقدة بالحماس لدعم زوجها، الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في حملته لتولي الرئاسة لفترة ثانية. وتحدثت السيدة أوباما، في ختام الليلة الأولى من مؤتمر الحزب الديمقراطي، عن الرؤية والقيم التي تحلى بها زوجها خلال فترة الرئاسة الأولى. وقالت إنه لشرف كبير لها أن تخدم بلادها كسيدة أولى. ومن المقرر أن يقبل الرئيس أوباما ترشيح الحزب له الخميس، ليواجه مرشح الحزب الجمهوري، مِت رومني في انتخابات الرئاسة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني. وقد أظهر استطلاع حديث للرأي احتفاظ أوباما بالتقدم على رومني. لكن استطلاعا آخر أجرته محطة إيه بي سي، وصحيفة واشنطن بوست -نُشر بينما كان مؤتمر الحزب الديمقراطي يبدأ أعماله في مدينة تشارلوت في كارولينا الشمالية- أظهر انخفاضا كبيرا في نسبة المؤيدين لأوباما، لم يحدث لرئيس أمريكي منذ الثمانينيات. “نفس الرجل” ويسعى الرئيس الأمريكي إلى استعادة جذب الأضواء السياسية مرة أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة، عقب مؤتمر الحزب الجمهوري في الأسبوع الماضي. وقالت السيدة الاولى أمام حوالى ستة آلاف مندوب للحزب “علينا أن نوحد صفوفنا، وأن نقف إلى جانب الرجل الذي يمكننا الوثوق به، لدفع هذه البلاد إلى الأمام”، وذلك وسط تصفيق الحاضرين وقوفا لمدة دقيقة ونصف الدقيقة. وأضافت السيدة الأولى -التي تتجاوز نسبة التأييد لها 65 في المئة، أي أكثر بعشرين نقطة من معدل التأييد لزوجها- أن باراك أوباما، وبعد أربع سنوات من الرئاسة “هو نفس الرجل”، مشيدة بقيم الرئيس التي يشاطره إياها العديد من الأميركيين، ولا سيما بالنسبة للعمل، والتعليم، والنزاهة، والصدق. وقالت “لقد لمست عن قرب ماذا يعني أن يكون الشخص رئيسا”، مضيفة “كرئيس يتلقى كل أنواع النصح من كل الناس، لكن في نهاية المطاف حين يجب اتخاذ قرار، فإن كل ما يمكن أن يوجهك هو قيمك ورؤيتك وخبرات حياتك”. وذكَّرت أوباما، التي ارتدت ثوبا زهريا مذهبا، بأصولهما المتواضعة، وبأنها ابنة موظف بلدية، وأن والدتها كانت سكرتيرة، في حين أن أوباما نشأ دون أب، مع أمه التي “كانت تعمل جاهدة لدفع ضرائبها”. وتابعت أن “باراك يعلم ماذا يعني أن تكون عائلة تواجه صعوبات، وأنه يدرك ما هو الحلم الأميركي لأنه عاشه”. وأكدت أن زوجها “يريد أن يحصل كل فرد في هذه البلاد على نفس الفرصة، بغض النظر عمن نحن أو من أين أتينا، أو ما هو انتماؤنا، أو الأشخاص الذين نحبهم”. ولم تذكر ميشال أوباما المرشح الجمهوري مت رومني، منافس زوجها في الانتخابات، لكنها رسمت بوضوح الخطوط التي تفصل زوجها عن رجل الأعمال الفاحش الثراء، والحاكم السابق لولاية ماساتشوستس، الذي كان والده حاكم ولاية أيضا. ورفعت في القاعة لافتات كثيرة جدا كتب عليها “نحن نحب ميشال”. وفي إطار المعركة لكسب قلوب الأميركيين، نشر البيت الأبيض صورة لأوباما وابنتيه وهم يتابعون خطاب ميشال أوباما على التلفزيون من المقر الرئاسي في واشنطن. وإذا كان الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون سيكون نجم أمسية الأربعاء، فإن المؤتمر يبلغ ذروته مساء الخميس حين يلقي أوباما خطاب تنصيبه في ملعب رياضي يتسع ل73 ألف شخص. وكان أوباما الذي يصل الأربعاء إلى تشارلوت قد اختتم الثلاثاء في فرجينيا جولة في أربع ولايات أميركية حاسمة على الخارطة الانتخابية. وقد أعلن الجمهوريون الثلاثاء -فيما تبدو الحملة حامية جدا- أن الأمريكيين في نهاية الأمر “سيحاسبون الرئيس أوباما على أدائه”. وقالت أندريا سول، الناطقة باسم رومني، إن “بلادنا تستحق حلولا فعلية ومشروعا لإنهاض الاقتصاد”. برنامج جديد وكانت رئيسة لجنة الديمقراطيين الوطنية، ديبي وسرمان شولتز، قد بدأت الجلسة بضرب مطرقتها إيذانا بافتتاح المؤتمر في الساعة الخامسة بحسب التوقيت المحلي. وعقب الافتتاح، وافقت الوفود على برنامج الحزب الجديد بعد التصويت عليه. ومن بين التغييرات التي طرأت على برنامج الحزب لعام 2012، إزالة الفقرة التي تشير إلى القدس في القسم الخاص بالشرق الأوسط باعتبارها عاصمة إسرائيل. واستبدلت بها فقرة أخرى تشير إلى “التزام الحزب الذي لا يتزعزع بأمن إسرائيل”، ومعارضة الرئيس أوباما “الثابتة في مواجهة أي محاولة لنزع الشرعية عن إسرائيل”. وقد أثارت تلك التغييرات انتقادات الجمهوريين ومرشحهم رومني، الذي يتهم أوباما “ببيع” حليف رئيسي لأمريكا. وشهدت جلسة الثلاثاء سلسلة من المتحدثين من حكام الولايات الديمقراطيين ومن أعضاء الكونغرس، ومن العمد الذين أيدوا أوباما وسياساته، خاصة قانون الرعاية الصحية الذي تعرض لانتقادات شديدة. وسوف يشهد تجمع الديمقراطيين الأربعاء إعادة ترشيح أوباما ونائبه جو بايدن رسميا لخوض الانتخابات الرئاسية.