أعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن اكتمال استعداداتها لتجاوز فترة فصل الخريف الحرجة، ومواجهة أمراض الإسهالات المائية والملاريات والحميات التي تتزايد في هذا الفصل بسبب توالد البعوض والذباب. وحسب توقعات خبراء الصحة فإن المشاكل الصحية آخذة في التفاقم بسبب تغير المناخ خاصة أن الخريف هذا العام بدأ مبكراً كما كان متوقعاً. وأكد خبراء الصحة ضرورة تكامل الجهود مع الجهات الأخرى وذلك بالاستعداد بتوفير المعينات وحفر المجاري وردم الحفر والبرك في الوقت المناسب. الدكتور طارق عبد القادر منسق مشروع برنامج مكافحة الملاريا قال ل «الرأي العام» إن البرنامج بدأ التحسب لفصل الخريف منذ وقت مبكر بالتنسيق مع لجنة الطوارئ، وتم توزيع العلاج المجاني لخمس عشرة ولاية بتكلفة مليوني دولارتحسباً لفصل الخريف. وأشار الى أن المخزون الاستراتيجي يكفي حتى نهاية 2008م وفي هذا السياق تم توزيع الناموسيات المشبعة للولايات المستهدفة لافتاً الى أنه في حالة وجود أية فجوة سيتم إكمالها في الوقت المناسب. ومن جهتها أعدت إدارة الملاريا بولاية الخرطوم خطتها لتحديد الاحتياجات المتمثلة في المبيدات والدواء المجاني ومعدات الرش ومعينات العمل وتوفير العمالة الموسمية لسد النقص. وتشارك في العمل عدة جهات في توفير المعينات منها البرنامج القومي لمكافحة الملاريا والولاية والمحليات. وقال محمد أحمد عباس مدر إدارة الملاريا بالخرطوم إن الاستعداد لفصل الخريف بدأ مبكراً منذ الإعلان عن خريف مبكر وغزير وذلك من خلال توفير المخزون الاستراتيجي وأشار الى أن البرنامج يكثف جهوده لفصل الخريف بتقليل الإصابة وتقليل كثافة وتوالد البعوض. وقال إن البرنامج يستعد لفترة قبل الاستئصال حيث توجد مؤشرات للتدخلات بالتنسيق مع الولايات المجاورة لمكافحة الحالات الوافدة والتعرف على الحالات وسيتم تقوية نظام التقصي المرضي ونظام المعلومات لمنع التفاقم. وأكد على ضرورة أن تقوم المحليات بالصرف على أنشطة مكافحة الملاريا بصورة مستديمة لتجاوز فصل الخريف بالإضافة الى توفر المعينات في مواعيدها وأن تقوم الجهات ذات الصلة بواجبها في الوقت المناسب لتجاوز فترة الخريف الحرجة. وطالب الدكتور الدرديري عبد الله مدير إدارة الملاريا بولاية النيل الأبيض الجهات المعنية بتصريف المياه الراكدة وحفر المجاري في الوقت المناسب على مستوى المحليات لتلافي أي مخاطر صحية سالبة، لأن التحوطات الصحية لا يمكن أن تنجح بدون معاونة تلك السلطات. وقال إن خطة مواجهة فصل الخريف في الولاية تتمثل في توفير «20» ماكينة ضبابية للرش وتوزيع «130» ألف ناموسية مشبعة ستسهم في خفض معدلات الإصابة بالملاريا. عيسى أحمد مضوي مدير إدارة الملاريا بحلفا الجديدة قال إنه تم وضع خطة للخريف تغطي الفترة من «15» يونيو حتى «15» اكتوبر تشتمل على: الرش بالمبيدات من الطور المائي والرش الضبابي والرش بالمبيد ذي الأثر الباقي وعمل مسوحات وبائية والتثقيف الصحي وتكثيف الجهود، وتم إنشاء غرفة طواريء حُظيت بدعم سياسي من المعتمد وحكومة الولاية. وقال إنه تم توزيع «86» ألف ناموسية مشبعة وبلغت نسبة التغطية «48%»، وتم عمل حملة رش بالمبيد ذو الأثر الباقي وبلغت نسبة التغطية «98%». وأكد الدكتور كمال عبدالقادر وكيل وزارة الصحة الاتحادية ل «الرأي العام» اكتمال الاستعدادات لمواجهة أمراض فصل الخريف خاصة الإسهالات والملاريا والحميات، وذلك بالتنسيق منذ وقت مبكر مع الولايات، وذلك في محورين الأول العمل على تحسين مصادر المياه لضمان مياه نقية وكلورة المياه. وقال خبراء في مجالي الصحة والبيئة إن الاستعدادات المبكرة وبتكلفة عالية فرضتها التوقعات العالمية بتغييرات جوهرية في المناخ تلقي بظلال سالبة وسيفاقم هذا التغيير من ندرة المياه الحالية، وأكدت منظمة الصحة العالمية ان الهاجس الأساسي هذا العام هو أن تغير المناخ يهدد الصحة ويفاقم من الأمراض، خاصة الإسهالات التي تقتل أكثر من «1.8» مليون نسمة في السنة، والملاريا التي تحصد أرواح مليون نسمة سنوياً. وتوقعت زيادة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف حاملة الأمراض المنقولة بالنواقل مثل الملاريا وحمى الفتك. وذكرت المنظمة ان حمى الوادي المتصدع الذي سجل في افريقيا وتسببه الأمطار ستزداد معدلاته مع تغير المناخ. وأكدت المنظمة أن المياه النظيفة والإصحاح البيئي وسلامة الغذاء وترصد الأمراض والاستجابة لها والمكافحة المأمونة والفعالة لنواقل الأمراض والتأهب لمواجهة الكوارث كلها عناصر أساسية لتلافي المخاطر بسبب تغير المناخ.