دخل التعاون الاقتصادي والاستثماري بين السودان والصين مرحلة مهمة تخطت علاقات التعاون الى اقامة شراكات استراتيجية اقتصادية فاعلة، فالصين الشريك الاستراتيجي للسودان في المجالات الزراعية والصناعية والخدمية كافة. وفى هذا السياق قام نائب رئيس الجمهورية بزيارة للصين الاسبوع الماضي قصد من ورائها الانتقال الى آفاق أوسع بعد ان شرع السودان فى وضع الترتيبات اللازمة للنهوض بالقطاع الزراعي وتأمين الغذاء. ويؤكد خبراء الاقتصاد ان الصين صاحب الرقم المتميز للاستثمارات في السودان وكان لها السبق والفضل فى ان يرى البترول السوداني النور بعد ان هربت الشركات الامريكية بسبب المواقف السياسية التي تفرضها الادارة الامريكية فلم يجد سوى البلد الصديق الذي مد له يد العون والمساعدة واصبح البترول السوداني حقيقة ملموسة. ويقول بروفيسور الأمين دفع الله رئيس اللجنة الزراعية بالمجلس الوطني: اننا في اللجنة الزراعية نرى ان دخول الصين في مجال الاستثمار الزراعي بالسودان سيقود البلاد لمرحلة مهمة، فالصين في اعتقادنا بلد جاد لا يربط السياسة بالاقتصاد ،وهناك شركات ومستثمرون وصينيون جادون يمكن من خلالهم المضي في تنفيذ مشروعات استثمارية زراعية جادة. واشاد بروفيسورالامين بالاتفاقيات التي وقعت خلال زيارة نائب رئيس الجمهورية الى الصين ،ووصف الصين بأنها دولة صديقة للسودان كان لها دور كبير وفعال في استخراج البترول وتصديره الذي اصبح يتمتع الاقتصاد السوداني بعائداته الآن، ومضت البلاد في تنفيذ العديد من المشروعات التنموية. وتوقع بروفيسورالامين ان تسهم الاتفاقيات التي وقعت، خاصة في المجال الزراعي فى تحقيق الاهداف المرجوة بفضل الخبرات والتجربة الصينية والتقانة والمصالح المشتركة التى تسهم في تحقيق الاهداف المشتركة. واضاف: ان الدخول في شراكة مع الجانب الصيني تتوافر فيها كل مقومات النجاح للخبرة والتقانة العالية خاصة في مجال انتاج الحبوب الغذائية واشار لنا دوراً فعالاً في المضي بعلاقات الشراكة السودانية الصينية في المجال الزراعي لاحداث طفرة تنموية كما حدث في انتاج البترول. من جهته ثمن د. بابكر محمد توم نائب اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني الشراكة السودانية الصينية باعتبارها تستخدم مصالح البلدين الشقيقين في ظل الارتفاع العالمي لاسعار الحبوب الغذائية، فالخبرة والتجربة الصينية ستحدثان طفرة كبيرة لهذا القطاع. واعتبر ان التعاون الصيني في تجربة البترول ودخول الاستثمارات لهذا المجال بعد كسر الحصار الاوروبي والامريكي ودخول الصين في هذا المجال بقروض ميسرة لصالح مشروعات البنية الاساسية أسهم كثيرا في الدفع بالمشروعات التنموية. واشار الى ان هناك اتجاهاً لانشاء مركز لنقل التقانة مما يعكس مدى جدية الصين وحرصها على تحقيق نهضة زراعية فاعلة وتحقيق المصالح المشتركة بين الجانبين.
