حافلة أمجاد توقفت وإحترقت قرب مستشفي ابن عوف للأطفال بالخرطوم وأحدثت هلعا كبيرا وسط المواطنين. السيارة شبت فيها النيران وحاول صاحبها إخمادها ولم يتمكن مع رائحة الغاز المنطلق منها وتأخر وصول المطافئ لتحترق بالكامل الغازات متوفرة والمطافئ متأخرة ومستشفي مودة تشتعل فيها النيران وسودانير من قبلها. محلية جبل الأولياء لم تقف عند تجاوزها بفرض رسوم جديدة علي المواطنين بل مضت في الشوط وقررت أن تكون هذه الرسوم بالعملة القديمة الدينار وعندما رفض مواطن ذلك فتحت فيه بلاغا رغم أنه يرفض التعامل بعملة غير مبرئة للذمة. هذه صور تحكي جانبا من معاناة المواطنين وقد حفلت صحف اليومين الماضيين بالكثير من الحالات التي تبين حالة التعدي علي المواطنين وحالة أخرى من إهمال من جهات مسؤولة وتراخي في أداء الواجبات وإهمال يؤدي للكثير من الأضرار الكبيرة وحقوق تضيع ومكتسبات لا توفر لأصحابها. في أخبار اليومين الماضيين ترحيل الصندوق الأسود لطائرة سودانير المنكوبة ومعها أيضا معاناة جديدة لركاب سودانير والذين إفترشوا أرض المطار بالعاصمة السعودية الرياض لتأخر الطائرة عنهم لساعات طوال. وفي الأخبار أيضا إرتفاع أسعارالأيجارات في البحر الأحمر ومطالبة إتحاد العمال بتعديلات واسعة في الأجور. وقرار للمحكمة ضد بنك السودان بسبب مستحقات معاشيين رفض البنك أن ينجزها لهم وإرتفاع سعر جوال الذرة في شمال دارفور وأسعار اللحوم في الخرطوم ترتفع والمزارعون يشكون من حالات الإعسار وإنقطاع للمياه وسط الخرطوم وبرك تتحرك ولها المواطنون وتأخر مرتبات العاملين في مركز السلام للكلي وأهالي منطقة مينا بمحلية السوكي يشكون من تردي حال المدرسة الوحيدة عندهم. ما هو الجامع بين كل هذه الأخبار لنحاول أن نطرح إجابة. هنالك نظرة رسمية للمواطن بأنه البقرة الحلوب للمحليات يغطي عجز موازنتها ويفك أزماتها المالية ويبلغها الربط الذي لم تبلغه أيا كان الوضع وفي الإمكان دوما فرض المزيد من الرسوم عليه. وأيضا كل جهة يمكنها أن تبتلع أموالا لمواطنين سواء كانوا معاشيين أو عاملين. وتأخر المطافئ أصبح من المسلمات والموت بسبب وسائل النقل والترحيل متاح برا وجوا والناقل الوطني لا يأبه أن يؤخر مواطنا أو يسرع به إلي الدار الآخرة. لا محاسبة توقف الإهمال ولا تقرير يبين المدان في حوادث ولا جهة تبحث الإعسار وتفك المعسرين وتطلقهم إلي الأراضي البور. خدمة مدنية لا يحترمها أحد إذ لا تحترم أحد. كسل وتراخ وتهاون وتعد. هذه أمة (الأمجاد).