طالب البرلمان أمس بتشكيل لجنة تحقيق لكشف المفسدين في خصخصة سودانير، واتهم البرلمان أشخاصاً لم يسمهم بالتورط في فساد صفقة شركة عارف الكويتية (الشريك في الناقل الوطني سودانير)، ودعا إلى محاسبة المتورطين، مقراً في الوقت ذاته بوجود تعتيم على القضية، وقال إن سودانير صارت «لغز وطني» ولابد من فتح التحقيق والكشف عن الملابسات. في ذات الأثناء كشف وزير النقل بالإنابة فيصل حماد عبد الله أمام البرلمان أمس عن ترتيبات عبر وفد حكومي تم ابتعاثه إلى الكويت لتوقيع عقد فض الشراكة مع عارف الأسبوع المقبل وأيلولة سوانير للقطاع الحكومي. وكشف الوزير عن معلومات جديدة حول ملابسات خصخصة سوانير، وأكد بأن العجز ليس في الخصخصة وإنما في تنفيذها وأقر بعجز الجهات المسؤولة عند التنفيذ، وقال إن عقد الشراكة بين عارف والحكومة تمت الموافقة عليها بوجود طائرتين فقط تمتلكها عارف، مشيراً إلى أن أحدث الطائرتين احترقت والأخرى لازالت موجودة، وقال إن الوزارة عكفت على إعداد تقرير منذ عام 2010م لتقييم أداء سودانير خلال فترة الخصخصة وأقر بأن التقرير كشف عن تدهور في الأداء.وأكد الوزير خلال رده على نواب البرلمان حول بيان وزارته الذي قدمه عن خطة وأداء وزارته بإنشاء خطوط السكة الحديد يحتاج لرأسمال ضخم. وقال إن هيئة الموانيء البحرية تمتلك باخرتين فقط وأقر بمعاناة وزارته من تعدد الجبايات التي يفرضها القطاع الخاص للنقل، مشيراً إلى تأثيرها المباشر على المواطن. وشكا فيصل للبرلمان من ضعف التمويل، وقال إن وزارته لازالت تتلقى الدعم من الدولة، وأضاف «نحن سنقدم خدمات للدولة بالخسارة وأحياناً بتدفع لينا وأخرى ما بتدفع».ومن جانبه طالب عبد الله مسار عضو البرلمان ومستشار رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة تحقيق حول فساد خصصة سودانير وكشف عن تجاوزات خطيرة في العملية، وقال إن عارف دخلت كشريك «بدون قروش أو إمكانات» وأكد بأنها أضاعت أهم الخطوط وهو خط لندن وسارعت ببيعه لتدخل كشريك مرة أخرى، فيما طالب إسماعيل حسين عضو المؤتمر الشعبي تمليك البرلمان كافة التفاصيل والملابسات خصخصة سودانير وأسباب عودتها لأحضان الحكومة مرة أخرى، وقال نحن في حيرة فليس هناك أي شفافية وسودانير صارت لغز وطني. إلى ذلك انتقد النواب أداء وزارة النقل وطالبوا الوزاة برفع يدها عن الخطوط الجوية والبحرية أو السكة حديد واقترحوا أن تهتم الوزارة بالتخطيط الاستراتيجي لتطوير النقل على أن تؤول الإدارة للهيئات. وفي السياق انتقد عضو البرلمان دفع الله حسب الرسول ما وصفه بالممارسات السالبة من عرض لأفلام فاضحة وأغاني هابطة ودعا لإيقاف تلك الظاهرة.