الصدفة وحدها جعلتني أصل لمكان سقوط الطائرة الروسية ال«يوشن (76) عقب سقوطها مباشرة صباح أمس اذ كنت متوجهاً لمقابر الصحافة للمشاركة في تشييع احد الاقرباء وانا بطريق عبيد ختم شاهدت سحباً من الدخان الاسود الكثيف لدرجة انها غطت الشمس .. سكان الاحياء القريبة خاصة اركويت تدافعوا بالمئات نحو مكان السقوط ،المشهد كان فوضوياً، فالطائرة العملاقة هوت وتحطمت وتناثرت في مساحة كبيرة جنوب مجمع جوزات الحج والعمرة.. كميات كبيرة من الفراخ المجمد تناثرت بين حطام الطائرة بجانب الادوات المنزلية المعدنية. وتفيد متابعاتنا من مسرح الحادث ان الطائرة ال«يوشن» (76) خرجت من الصيانة باحدى الدول العربية قبل خمسة أيام ولذلك واجهت اشكالية عند الاقلاع بدليل ان اطاراتها كانت لا تزال خارجها وارتطمت بمنطقة مليئة بالحفر العميقة على بعد حوالي «10» امتار فقط من بعض العمارات السكنية المأهولة بالسكان بأركويت. وفي السياق اكدت شركة ابابيل للطيران ان طائرتها اليوشن IL (76) التي تحطمت عقب اقلاعها من مطار الخرطوم صباح امس شرق الساحة الخضراء خضعت لعمليات الصيانة الدورية في التاسع والعشرين من شهر مارس الماضي بامارة الشارقة، واشارت الى انها قامت بحوالي (18.3) ساعة طيران منذ الصيانة. وقالت الشركة في بيان ممهور بتوقيع مديرها العام الكابتن شيخ الدين محمد عبدالله ان الحادث نتجت عنه وفاة (4) من طاقمها ينتمون الى دول الاتحاد السوفيتي، واشار الى ان الطائرة موديل 1992م كانت تزن (32.6) طناً تحتوي على مواد غذائية واثاثات منزلية في حين ان المسموح به من قبل هيئة الطيران المدني (36) طناً، وزاد ان ساعات الطيران التي قطعتها الطائرة بلغت (18.3) ساعة طيران منوها الى ان الساعات المصرح بها للصيانة هي (333) ساعة طيران. واكدت الشركة التزامها التام والصارم بكل مقاييس السلامة الجوية التي تحددها السلطات المختصة محليا وعالميا. وتعقد غرفة النقل الجوي صباح اليوم اجتماعا موسعا يضم شركات الطيران كافة لمناقشة القرار الرئاسي بوقف تحليق الطائرات من نوع (الانتينوف واليوشن) الروسية الصنع. و قال نائب رئيس غرفة النقل الجوي مصطفي الكردفاني ان الغرفة ستعقد اجتماعا موسعا تشارك فيه الاطراف كافة بما فيها شركة الخطوط الجوية السودانية لبحث قضية ايقاف طائرات الانتينوف واليوشن، واشار انه من المقرر ان تخرج الاجتماعات بتوصيات محددة في هذا الجانب.