المصدر صحيفة الشرق الأوسط تحطم طائرة قرب مطار الخرطوم.. ومصرع طاقمها في ثالث حادث خلال شهر البشير يقيل مدير الطيران المدني ويشكل لجنة محايدة للتحقيق في حوادث الطائرات الخرطوم: إسماعيل ادم في حادثة تعتبر الثانية من نوعها خلال يومين والثالثة خلال شهر يونيو (حزيران) تحطمت أمس طائرة شحن روسية الصنع من طراز اليوشن 76 بعد إقلاعها من مطار الخرطوم بدقيقة، على الاكثر، وأسفر عن مقتل 4 أشخاص، هم طاقم الطائرة يحملون الجنسية الروسية، وأصيب شخص كان على الأرض لحظة سقوط الطائرة، نقل للمستشفى، وقال شهود عيان تحدثوا ل«الشرق الأوسط» ان الطائرة سقطت شرق ميدان «الساحة الخضراء»، المخصصة للاحتفالات الرسمية في الخرطوم. وعاجلاً، أصدر الرئيس عمر البشير قرارا، اقال بموجبه اللواء ابوبكر جعفر احمد من منصب مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني «المشرفة على المطارات في البلاد»، كما قرر تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في أسباب حوادث الطائرات في السودان، في الآونة الأخيرة، ووجه بإيقاف الطائرات من طراز «انتنوف واليوشن» عن العمل في جميع مطارات السودان في مجالي الركاب والشحن الجوي. وكانت الطائرة التي تتبع لشركة «أبابيل» للشحن الجوي، تحمل 36 طنا من البضائع، اقلعت من مطار الخرطوم عند الساعة السابعة وخمس دقائق في رحلة داخلية إلى مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، وقال الفريق يوسف إبراهيم مدير مطار الخرطوم في تصريحات صحافية ان الطائرة بمجرد اقلاعها حدث فيها خلل فني فاصطدمت بعامود للكهرباء خارج حرم المطار، قبل ان تسقط في منطقة غير مأهولة بالسكان، وتتحطم وتشتعل فيها النيران، واشار إلى انه سيتم تشكيل لجنة لمعرفة ملابسات الحادث. فيما، قال عبد الحافظ عبد الرحيم المتحدث الرسمي باسم هيئة الطيران المدني في تصريحات ان الطائرة تحطمت بعد ثوان من اقلاعها من مطار الخرطوم واشتعلت فيها النيران وقتل طاقمها المكون من 4 افراد روس، واضاف ان سلطات الطيران المدني شرعت في فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث، وقال إن الطائرات في مرحلة الإقلاع معّرضة لكثير من المشاكل. وذكر الفريق محمد نجيب المدير العام لقوات الشرطة ان الطائرة عند اقلاعها تعرضت «لمشاكل فنية وسقطت». وروى شهود عيان وهم أصحاب شاحنات تتمركز في المنطقة ل«الشرق الأوسط» انهم شاهدوا الطائرة وهي تترنح «يمينا وشمالا» بعد اقلاعها من المطار، باتجاه الجنوب، مباشرة، وفجأة دوت قبل ان تسقط في حفرة شرق الساحة الخضراء، وعلى بعد كيلومتر ونصف الكيلومتر جنوب شرقي المطار، وقالوا ان الطائرة ارتطمت على الأرض وأحدثت دويا ثم انفجرت وانشطرت إلى خمسة اجزاء مشتعلة، وتحدثوا عن اصابة احد الاشخاص كان يمر بالطريق اثناء سقوط الطائرة، نقل الى المستشفى، وذكر بعضهم انهم شاهدوا شخصا كان على الأرض عندما سقطت الطائرة بالقرب منه، وسحبته معها وانهم وجدوا عمامة وطاقية بالقرب من مكان الحادث، يرجحون انهما ملك للشخص الجريح نفسه. وعاد المدير العام لشركة «ابابيل» التي تتبع لها الطائرة المحطمة، الخبير في مجال الطيران، الكابتن شيخ الدين عبد الله نهار أمس من مدينة دبي عاجلا، بعد بلوغه نبأ الحادث، حيث شارك هناك في ندوة تلفزيونية عن تكرار حوادث الطيران في السودان، وقال رئيس العمال بشركة «أبابيل» حامد كونيا موسى ان الطائرة المنكوبة كانت في الصيانة لمدة 3 اشهر في امارة الشارقة وعادت من الصيانة قبل 5 أيام، وذكر انها محملة ب36 طناً من البضائع الخاصة بالافراد والشركات ولا تحمل ركاباً بخلاف طاقمها الروس الأربعة. وفي تطور لاحق، اصدر الرئيس عمر البشير قرارا بإعفاء اللواء أبو بكر جعفر احمد من منصب مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني وقضى القرار بتكليف إبراهيم عبد الله عبد الكريم بمهام المدير العام. كما أصدر البشير قرارا بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في أسباب حوادث الطائرات في الآونة الاخيرة. ووجه البشير في قراره المدير العام المكلف بالطيران المدني بإصدار قراراته بإيقاف الطائرات من طراز انتنوف واليوشن عن العمل في جميع مطارات السودان في مجالي الركاب والشحن الجوي. ووجه بان تقوم وزارة العدل برفع مشروع قانون فصل السلطات السيادية عن تقديم الخدمات في مجال الطيران المدني إلى مجلس الوزراء في أسرع وقت ممكن توطئة لاجازته. وكان اللواء جعفر اقر قبل اقالته بيوم بوجود قصور في التعامل مع كارثة طائرة الايرباص التابعة لشركة الخطوط الجوية السودانية التي تحطمت في العاشر من يونيو (حزيران) الماضي وادت الى مقتل 30 شخصا ونجاة أكثر من 183 من ركابها، وذلك نتيجة لتداخل كثير من الجهات المختصة الامر الذي ادى إلى منع دخول فرق البحث والإنقاذ الذين تم منعهم من جهات ليست لها علاقة بالطيران المدني. ونفى جعفر في ندوة صحافية حول حوادث الطائرات بالسودان ما تردد عن وجود برك وحفر بمطار الخرطوم أو تلقيهم لأي انذار من المنظمة الدولية للطيران المدني لإغلاق المطار والذي قال انه يخضع لعمليات تفتيش دورية من المنظمة كما أنه لا يوجد تنافر بين الهيئة وشركات الطيران المختصة، مشيراً الى ان الهيئة تقوم بدورها الرقابي والإشرافي على عمل شركات الطيران، وقال إن 70% من حوادث الطيران في البلاد ناتجة عن الاخطاء البشرية الى جانب اسباب خاصة بالطائرة من حيث تصميم المراقبة الجوية ونوعية الاجهزة، وأضاف ان معظم المطارات غير معبدة في السودان، ومضى ان الحظر الاقتصادي المفروض على السودان تسبب في دخول طائرات دون المواصفات المطلوبة بالاضافة الى ان هيئة الطيران المدني لا تفحص الطائرة الا انه اشار لفحص بعض الجوانب الظاهرة في الطائرة. واضاف: كل تلك الاشكالات ادت الى دخول طائرات لا تتناسب مع الغرض الذي صممت لأجله الامر الذي اضطر الهيئة لاصدار قرار في عام 2004 يقضي بعدم تسجيل اية طائرة عمرها اكثر من 20 سنة بهدف تشجيع دخول طائرات جديدة، وتابع: حدث ذلك ولكن لان طبيعة المطارات الموجودة في السودان معظمها غير معبدة. وتكررت ظاهرة سقوط الطائرات في السودان في الآونة الأخيرة، حيث سقطت وتحطمت ثلاث طائرات خلال شهر يونيو الماضي، الأولى طائرة ركاب من طراز ايرباص تتبع لشركة الخطوط الجوية السودانية، كانت تحمل على متنها 203 ركاب احترقت في مطار الخرطوم الدولي في العاشر من يونيو، عندما هبطت في المطار، ثم اشتعلت فيها النيران واحترقت، وأسفر الحادث عن مقتل 30 من ركابها، فيما نجا منهم 183، بعضهم بإصابات طفيفة، والثانية يوم الجمعة الماضي، عندما تحطمت طائرة شحن من طراز انتنوف 12 تتبع لشركة جوبا للشحن الجوي على بعد 30 كيلومترا شمال مدينة ملكال ثالث اكبر مدينة في الجنوب، قبل ان تحترق وادت الحادثة إلى مقتل 7 روس وارمن، ونجا احد افراد الطاقم وهو سوداني.