كنا قديماً نسمع بالصراف الآلي والبطاقة الذكية كالخيال العلمي نندهش حيالها ولا نصدقها. حتى قررت البنوك السودانية والمصارف والمؤسسات ان تحول كامل مرتبات موظفيها إلى صندوق الصراف الآلي وأصبح الموظفون في القطاعين العام والخاص وقد أضيفت لهم بطاقة أخرى تمت إضافتها لعائلة البطاقات وانتفخت المحفظة من غير قروش فجاورت البطاقة الشخصية بطاقة العمل ورخصة القيادة، بطاقة الخدمة الوطنية وبطاقات أخرى لزوم «الضهب». إنتاب بعض الموظفين الذين يحبون العكننة حزن دفين فمثلا إذا تأخر المرتب كان يمكن ان نجد صرافاً أو صرافة آنسة فتصب عليها جام غضبك. لكن مع الصراف الآلي مثلاً إذا تأخر المرتب وعملت مشكلة صباحية في البيت تعمل إيه والصراف أصم لا يسمع الشكاوي؟ أحد الذين يحملون بطاقات الصراف الآلي ويعمل في إحدى المؤسسات حمل بطاقته ذات صباح وبدأ تجواله على كل الصرافات واحدة تلو الأخرى وكلها تحمل العبارة اللعينة نأسف الرصيد لا يكفي حتى وصل مبلغ العشر جنيه والصراف لا يستجيب. لكن كان هناك صراف آلي في قلبه شئ من الحنان قال له: والله يا استاذ فلان ما عندك رصيد. عموماً مع الصراف الآلي وداعاً للمشكلات في شبابيك الصرافات. شكراً للتكنولوجيا الحديثة والتطور العلمي الهائل الذي حرم الموظفين من معارك ممتعة تدور في شباك الصراف نهاية كل شهر وشكرا للتكنولوجيا الحديثة التي جعلت كل شئ يتم في لمح البصر.