لا أذكر من قال: إن صرخات الجائعين أبلغ من ألف نظرية في وصف الجوع، ولكن على ذات القياس فإن نفي نساء الزغاوة والفور والمساليت القاطع لما حاول أوكامبو ان يلصقه ببعضهن، كان أبلغ من كل المرافعات التي يمكن ان تقوم لتفنيدها حين عبرن عن ذلك بهتافهن القوي «لا تطهير ولا اغتصاب يا أوكامبو يا كذاب». هذا ما فعلته نساء القبائل المفترى عليها، أما رجالها في ولايات دارفور الثلاث فقد آثروا أن يعبروا بطريقة أخرى أكثر وضوحاً، وإن شئت الدقة تحدياً، بتسميتهم للرئيس البشير مرشحاً أوحد باسم قبائلهم في شمال دارفور، وتسلم البشير وثيقة عهد وميثاق والتزام من مجتمع قبائل غرب دارفور بمختلف تكويناتها وانتماءاتها الإثنية والجغرافية، أكدت فيها عن ولائها للرئيس واستنكارها وإدانتها لإدعاءات أوكامبو وتواثق مجتمع غرب دارفور فيها على جمع الصف والتعاضد والتآزر صوناً للمكتسبات وأيدت مبادرة الرئيس- مبادرة أهل السودان- وصولاً لحل ناجع لكل قضايا دارفور. وفي ساحة الشهيد السحيني بنيالا، كانت قبائل دارفور ومنظمات المجتمع المدني وعلى رأسها الإدارة الأهلية، تجدد الثقة في رئيس الجمهورية وتعلن بأن أموالها ودماءها فداءً للرئيس، ولكنها لم تنس مع ذلك ان تطالب بحقوق مشروعة تمثلت في مطالبة رئيس الجمهورية بدعم قضايا الأمن والنازحين وقضايا التنمية بالولاية.