ما بين حالات الموت السريرى وانتهائها الى موت فعلى شيئ من المشهد السينمائى ... وقد عرض فى الأخبار الأسابيع الماضية أحد هذه المشاهد السينمائية ... والغريب أنّ هذا المشهد كان للمخرج السينمائى الكبير يوسف شاهين ... كان يوسف شاهين هذه المرة ممثل المشهد ولم يكن مخرجه ! أملك شريط كاسيت عمره معى هو عمر انتاجه (عمر السادسة والعشرين) ... ألبوم تحت إسم (الأعمال الغنائية فى أفلام يوسف شاهين) ... فيه أغنيات من أفلام تلك الأيام : أفلام (الأرض) و(عودة الابن الضال) و(العصفور) و(الناصر صلاح الدين) ! فى فيلم (الأرض) الذى كتبه كتابا و رواية سينمائية المرحوم عبد الرحمن الشرقاوى ... الأغنية هى المقدمة الموسيقية للفيلم ويفعل فيها الصوت فعل الصورة فينبئك أنّ الأرض عند الفلاح فوق الوالد و الولد ! وفى فيلم (العصفور) يغنّى الأزهرى الشيوعى الشيخ امام و هو يعزف عزفا منفردا على العود من كلمات اليسارى الزاهد أحمد فؤاد نجم كلمات يدق لها النبض دقات تتمرد على دقّات القلب ... يغنى (بهيّة) فيعلّق الحضور من فرط التفاعل مع الشيخ امام : حلاوتك يا مولانا! فى فيلم (الناصر صلاح الدين) يصنع يوسف شاهين من الفيلم وثيقة تاريخية بأنّ القائد الكردى هو الذى انتصر من الغزاة و طردهم من أرض العرب ... وكانت حوافر خيول صلاح الدين أصدق انباءا من الموسيقى التصويرية ! يوسف شاهين مواطن مصرى ينتمى لطائفى المسيحيين الكاثوليك ... و لكنّه واحد من نسيج الجماعة الوطنية فى مصر التى لا تعرف دينها الا من خلال استمارة الدولة ... ولذلك حين دخل مرحلة الموت السريرى رفع كثيرون له الدعاء على الطريقة الاسلامية ...وعندما انتقل من الموت السريرى الى الموت الفعلى قرأ عليه كل هؤلاء الفاتحة! لم يكن لى طريقة أمس للتفاعل مع انتقال يوسف شاهين من الموت السريرى الى الموت الفعلى غير أن أسحب شريط أغنيات أفلامه لتشغيله ... رفض الشريط الاستجابة لأوامر التشغيل فلم يتحرّك ... دخل مرحلة الموت السريرى ... سكت عن الكلام المباح انتظارا للحظة الموت الفعلى ... رحم اللة يوسف شاهين ... و شريطى !!