في كل دول العالم يهتمون بتاريخهم وارثهم وتراثهم مهما بعد العهد ويحافظون عليه بشتى الوسائل فما زال الاوروبيون يذكرون ويعظمون ويدرسون لطلابهم فتوحات وانتصارات الاسكندر الأكبر ونابليون ويوليوس قيصر والملكة فيكتوريا وغيرهم وغيرهم من القادة والملوك والرؤساء ولم يطمسوا تاريخهم ابداً حتى الذين ظهرت في عهدهم الاسلحة النووية والتكنولوجيا الحديثة لم ينكروا عظمة هؤلاء القدامى الذين حاربوا بالاسلحة البيضاء والرماح، وهنا في السودان وفي تاريخ السلطنة الزرقاء تقاسم القائد (عمارة دنقس) ملك الفونج و(عبد الله جماع) ملك العبدلاب حكم السودان وصار عمارة دنقس ملكاً على منطقة النيل الازرق حتى حدود الحبشة وعاصمته سنار وعبد الله جماع ملكاً على شمال السودان وعاصمته (حلفاية الملوك) وتعاقب على الحكم ذووهم من بعدهم حتى قدوم الاحتلال التركي للبلاد. هذا واذكر ان المؤرخ السوداني البروفيسور محمد إبراهيم ابو سليم - رحمه الله - وفي كتابه (تاريخ الخرطوم) ذكر ان الخرطوم لم تكن شيئاً مذكوراً وانصب كل كلامه على حلفاية الملوك تاريخاً وملوكاً وحضارة سابقة. وحلفاية الملوك حالياً مسقط رأس الشاعر الملهم إدريس جماع حفيد الملك عبد الله جماع والاديب محمد محمد علي والكاتب والمؤرخ البروفيسور عون الشريف قاسم.. فيا للعجب فقد جاءت المحلية وبدلاً من ان ترسخ هذا التاريخ في اذهان النشء وتنويرهم بتاريخ اجدادهم واسلافهم وما نالوه من ألقاب وأوسمة استحقوها بكل جدارة - وبدلاً من ذلك تم تغيير الاسم المستحق في لافتاتها وأوراقها الرسمية إلى كلمة واحدة (الحلفايا) - ورحم الله الملك عبد الله جماع وسلالته من بعده ولا حوله ولا قوة إلاّ بالله. وفي الختام أقول ليس عيباً ان يخطيء المرء.. ولكن العيب كل العيب ان يستمر ويتمادى في خطئه.. فهلا تستدرك المحلية هذا وتعيد اسم البلدة الحقيقي - وإنا لمنتظرون. محمود عبد العال - معلم حلفاية الملوك