على الرغم من بداية التحضيرات لشهر رمضان إلا أن الأسواق تشهد كساداً واضحاً بينما يتوقع التجار فشل موسم رمضان. وأرجع التجار تداعيات الكساد الى تواصل ارتفاع الأسعار الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين وقادهم الى التركيز على شراء الضروريات فقط في ظل تواصل ارتفاع الأسعار الذي أصبح ظاهرة منذ مطلع العام الحالي. وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار إلا أن توقعات التجار لا تخلو من ارتفاع محتمل في الأسعار مع قرب حلول شهر رمضان المعظم خاصة في السلع الرمضانية التي بدأت تتحرك أسعارها حيث وصل سعر جوال الويكة (240) جنيهاً فيما تحرك رطل الكركدي الى (5) جنيهات بدلاً عن جنيه واحد في نفس الفترة من العام السابق. وسجل السكر ارتفاعاً مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي حيث بلغ سعر الجوال حوالى (105) جنيهات، كما أن ارتفاع الأسعار زاد من تخوف التجار من فشل الموسم الذي بدأت بشائره. وقال حاج الطيب الطاهر رئيس شعبة تجار سوق أم درمان إن الكساد يخيم على السوق نتيجة تواصل ارتفاع الأسعار وتوقع حاج الطيب ارتفاع الأسعار رغم تواصل ارتفاعها الآن، واصفاً الزيادة المتوقعة بالموسمية، ودعا الى ضرورة تدخل الدولة من خلال تخفيض الرسوم المفروضة لكبح جماح الأسعار. وفي ذات الإطار واصلت أسعار الذرة ارتفاعها مما أسهم في ضعف استعدادات المواطنين لمقابلة شهر رمضان، خاصة وأن هذه الفترة من كل عام تشهد بداية التحضيرات الأولية للشهر المعظم والتي تعتمد على الذرة خاصة صناعة (الآبري) الذي بدأت صناعته تندثر بسبب ارتفاع أسعار الذرة. ولاحظت الجولة أن الذرة واصلت ارتفاع أسعارها مع بداية ارتفاع أسعار القمح عالمياً الأمر الذي زاد من اتجاه بعض الأسر إلى البدائل الاخرى والهروب من الخبز. وفي جولة ل «الرأي العام» داخل أسواق المحاصيل بأم درمان تلاحظ ضعف الوارد من المحاصيل الى السوق. ووصف عبد المنعم محمد صاحب وكالة بنفس السوق القوة الشرائية بالمتوسطة لكنها ضعيفة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق وأرجع ضعف القوة الشرائية الى ارتفاع أسعارها. وأوضح أن الفتريتة قد وصل سعر جوالها إلى (105) جنيهات بزيادة (25) جنيهاً وأرجع أسباب الارتفاع الى زيادة الطلب مقارنة بضعف الوارد بفضل الاستعدادات لشهر رمضان. أما الذرة الهجين فقد وصل سعر الجوال منه إلى (155) جنيهاً فيما انخفض سعر الذرة من نوع طابت بواقع (10) جنيهات للجوال الذي يبلغ سعره (190) جنيهاً ويرجع الانخفاض الى ضعف الإقبال على الصنف لارتفاع أسعاره والتركيز على الفتريتة هذه الأيام بينما حافظ الدخن على (061) جنيهاً. وانخفض القمح أيضاً ليصل سعر الجوال منه إلى (155) جنيهاً. وتوقع عبد المنعم تواصل الارتفاع خاصة الفتريتة التي من المتوقع أن تشهد زيادة في الطلب خاصة في شهر رمضان لارتباطها بالوجبات الشعبية (العصيدة). ودعا عبدالمنعم الى ضرورة تفعيل المخزون الاستراتيجي الذي وصفه بالغائب تماماً رغم أهمية وجوده في الساحة. ولاحظت الجولة أن تحركات الأسعار لمقابلة شهر رمضان لم تنحصر على السلع الرمضانية فحسب ولكن هناك بوادر ارتفاع في أسعار الخضر والفواكه من أهم مؤشرات موجة الأسعار لمقابلة شهر رمضان خاصة الطماطم التي بدأت تسجل ارتفاعاً ملحوظاً هذه الأيام على الرغم من عدم ربط من استطلعناهم داخل السوق الشعبي (الملجة) بين ارتفاع الأسعار وشهر رمضان. وأوضح محمد سعيد تاجر بنفس السوق أن الموسمية وارتفاع مناسيب النيل من أهم أسباب ارتفاع أسعارها خاصة وأن الأسواق تشهد قلة في الوارد وزيادة في الطلب الأمر الذي كان دافعاً لوصول سعر الكيلو منها إلى حوالي (8) جنيهات وتوقع أن ترتفع أسعار البطاطس خاصة وأنه يواجه ضعفاً في الوارد. وأوضح أن البطاطس من أكثر الخضروات طلباً في شهر رمضان، الأمر الذي يزيد من احتمال ارتفاع أسعارها في ظل ضعف الوارد وأرجع ضعف الوارد الى انتعاش دور الثلاجات والتي تعتبر أفضل مخازن (للبطاطس) لمقابلة شهر رمضان. وفي أسواق الفواكه التي بدأت أيضاً تتحرك أسعارها من خلال ارتفاع أسعار البرتقال الذي ارتفع بواقع جنيه واحد ليبلغ سعر الدستة (6) جنيهات، تحدث أحمد البعيو عن احتمال ارتفاع الأسعار خاصة الفواكه التي تستعمل في العصائر بجانب البطيخ نسبة لارتفاع درجات الحرارة. وتلاحظ خلال الجولة الشاملة التي أجرتها «الرأي العام» داخل أسواق ولاية الخرطوم بداية دخول بعض السلع الرمضانية من الخارج خاصة القمر الدين والزبيب والتين وبعض أنواع المعلبات والعصائر استعداداً لهذا الشهر.