كشفت جولة «الرأي العام» في العديد من الاسواق المحلية عن ضعف القوة الشرائية الذي أرجعه بعض من استطلعناهم الى ارتفاع الأسعار مقارنة بالأسبوع الماضي، وتلاحظ خلال الجولة تباين أسباب الارتفاع، فمنها الموسمية واخرى لارتفاع تكاليف الإنتاج وغيرها من الأسباب خاصة في السلع الاستهلاكية المستوردة التي زادت أسعارها فور زيادة الضريبة على القيمة المضافة. ففي أسواق المحاصيل بأمدرمان ورغم ضعف مؤشرات التداول داخل السوق إلا أن ارتفاع الأسعار ظل يسيطر على مجريات السوق الذي أرجعه عبدالمنعم محمد صاحب وكالة بنفس السوق الى ارتفاع تكاليف الانتاج وقلة السيولة المتداولة بجانب ضعف الوارد مقارنة بالمنصرفات، وأضاف أن استقرار الأسعار بمعدلات عالية من أكبر أسباب حالة الكساد الذي خيم على أسواق المحاصيل خاصة الذرة حيث جاء سعر جوال القمح «125» جنيهاً فيما حافظ الذرة من نوع طابت على «150» جنيهاً للجوال، وجاء سعر جوال الهجين (120) جنيهاً وحافظ الدخن على «105» جنيهات للجوال، ويضيف عبدالمنعم ان ارتفاع تكاليفة الانتاج بجانب ضعف القوة الشرائية نسبة لإرتفاع الأسعار يبقي التجار في حيرة ويزيد من احتمال استمرار حالة الكساد. وفي ذات الإطار شهدت أسواق الخضار تحركات واسعة خاصة في أسعار الطماطم التي بدأت في العد التصاعدي وسجلت ارتفاعاً ملحوظاً في سعرها فقد وصل سعر الكيلو «3» جنيهات، وجاء سعر الصفيحة «25» جنيهاً، ويؤكد محمد سعيد تاجر بنفس السوق استمرار عمليات التداول رغم الارتفاع لكنه وصفها بالمتوسطة، وأرجع ارتفاع الاسعار الى الموسمية وتوقع ان ترتفع الى أكثر من ذلك في ظل ضعف الوارد، وقال إن السوق يعتمد في تلبية احتياجاته على الحظائر المحمية، مؤكداً استقرار اسعار أنواع الخضار الاخرى، فقد جاء سعر كيلو الباذنجان «جنيهان» فيما سجلت البطاطس ارتفاعاً طفيفاً وجاء سعر الكيلو منه «3» جنيهات، ولا تخلو توقعات محمد من ضعف القوة الشرائية خاصة مع ارتفاع أسعار الطماطم التي اعتبرها المحرك الأساسي في مؤشرات القوة الشرائية. وقال أحمد حسن مكي «مورد» إن ارتفاع الأسعار جاء بعكس التوقعات خاصة مع دخول كميات كبيرة من الأسمنت الى البلاد مضيفاً ان هذه الكميات لم تدخل حتى الآن الأسواق. وقال مكي إن التوقعات تظل رهينة بدخول هذه الكميات الى السوق ولا تخلو من ارتفاع متوقع، ولحظت الجولة ان ارتفاع الأسعار لم يقف عند حد الأسمنت بل طال معظم أنواع مواد البناء إلا أن الفارق بين الأسمنت وبقية مواد البناء عامل الخريف فمع بداية العد التنازلي ارتفعت أسعار الخرسانة بواقع «50» جنيهاً ليصبح سعر اللوري الصغير «150» جنيهاً، وارتفع سعر الرمل بواقع «20» جنيهاً عن الاسبوع الماضي ليصبح سعر اللوري «65» جنيهاً ولم تنحصر زيادة الأسعار عند هذا الحد فارتفع سعر لوري الطوب عبوة «4» آلاف طوبة بواقع «60» جنيهاً ليصبح سعره «400» جنيه. وارتفعت أسعار حديد التسليح وبلغ سعر طن الحديد «3600» جنيه. إرتفاع أسعار مواد البناء أسهم في توقف حركة العمران منذ بداية أزمة الأسمنت مما زاد من تخوف أصحاب المغالق من فشل موسم الخريف وتوقع أعمال الصيانة بعد توقف أعمال الإنشاءات جراء أزمة الأسمنت.