فاطمة بت جرقندي.. أنصارية (مكبكة) رغم أنها لم تفصح بذلك صراحة..ولكن ما تأتي به من أفاعيل تؤكد أنها مكتولة في هوى الأنصار.. وعقيدتهم...! ? فاطمة.. تجاوزت القرن بثماني سنوات. ما بين صرختها الأولى.. وترقب تاريخ وفاتها. حياة حفلت بالمثير والجدير بالتأمل.. والتدبر والتوثيق. = (أنا ولدوني في جبل مويه.. أنصارية قاطعة.. بمشي كداري سااااي عشان أعيد في الجزيرة أبا.. والصادق المهدي ومرتو سارة.. وبناتو ما بغبو فيني العرفة). = بت جرقندي امرأة عصية على أن تدير معها (الحكي) ولكن تحايلنا عليها بمفاتيح شتى.. قلت لها (أنا جدي أمير في المهدية) أجابت بلا تردد: (سمعت بيهو!!) = فهي ظلت تحمل كفنها من الدمور وريحة تسمى ريحة جنينة السيد علي، وصابونة من ماركة أبوفيل إبتاعتها بقرش واحد، ويومذاك كان القرش له صولات وجولات، أما قصتها مع الكفن (شايلة كفني ده محل ما مشيت، اشتريته قبل 35 سنة، وكلَّمت أولادي ما يغسلوني إلا بصابونتي دي ويريحوني بالريحة دي). = بت جرقندي زارت الكعبة الشريفة مرتين وكلما ذهبت الى بيت الله حملت معها كامل عتادها من كانون وعِدة قهوة.. وتحرص على غسل كانونها بالصابون فما بالك بالأشياء الأخرى. فهي في حياتها العامرة لم تزر الطبيب البتة، ولم تتعاط أي نوع من الدواء، وتقوم بخلع أسنانها بربطها بخيط متين وتنزعه دون أن تأبه للألم.. وتحكي فلسفتها في ذلك (المرض جابو الله يشيلو الله...). = أنجبت فاطمة محمد عبيد - بت جرقندي - ثلاث بنات (حفية وزينب وأم سلمى) وابن واحد وُلد مختوناً.. وكان لونه أسود كالفحم، لم يعش طويلاً.. ولها (36) حفيداً يعيشون بين سنار التقاطع وجبل مويه. = بت جرقندي إمرأة (مُنتظرة) بضم الميم على حد قولها وتعني أنها (لا يرد لها رأي)، فهي تشارك في إبداء رأيها في كل المناسبات.. ودائماً تكون حصيفة في رأيها. = فهي لا تأكل كثيراً.. وتختار من الأكل صنفاً واحداً.. ومازالت بت جرقندي تحلم أن تكون حُسن خاتمتها في الثامن من رمضان. ونسأل الله أن يمد في عمرها وأن يحسن خاتمتها ..