رمضان بأجوائه الساحرة، وطقوسه المتميزة، ينحفر فى ذاكرة الروح والزمان، وتترسخ حكاويه وطرائفه. علاء الدين عبد الرحمن مغترب سودانى خرج من البلاد منذ «25» عاماً، ورغم عودته فى اجازة متقطعة، الا انه لم يتسن له صيام شهر رمضان فى السودان منذ ذلك الوقت. علاء وذاكرة الزمان تعلن مضى «25» رمضاناً على صيامه الاخير بالسودان، وجد الكثير من الفروقات التى قد لا يلحظها المقيم والمعتاد عليها فى رمضان وطقوس صيامه وافطاره بالبلاد فمع تقدم الزمان اختفت الكثير من تقاليد الشهرويشير الرجل الى ان صينية الافطار اصبحت ذات تكلفة عالية جدا، مقارنة بالماضى، الذى كانت فيه الصينية مكونة من العصيدة، والبليلة، ومشروب بلدى واحد. ويضيف ان الاصناف الجديدة التى دخلت على الصينية خاصة اللحوم ومشتقاتها جعلت الصينية تبدو كصينية عشاء اكثر منها فطوراً رمضانياً. ورغم ان علاء الدين وطوال فترة وجوده بالسعودية، حرص على ان يتسم افطاره بالطابع السودانى القح، حيث ان معظم مكونات الصينية عنده تأتى مستوردة من السودان ابتداءً من الآبرى انتهاءً بالويكة. ورغم ذلك فانه افتقد الحميمية العائلية. ويلفت علاء الى ان الشعب السودانى خاصة فى المدن الكبرى اصبح يسهر حتى ساعات متأخرة من الليل، ويصل الافطار بالسحور مع وجود القنوات الفضائية -المتنوعة مما يؤدى لاستيقاظ متأخر، ويلفت الى ظاهرة الازدحام المروري قبل وبعد الافطار، والتى لم تكن موجودة فى السابق.