هل هو الخوف من المجتمع ام هي العقدة المزروعة في النساء انهن دون الرجال مكانة، ام هو الكسل ام غياب الدور الذي كان يجب ان تلعبه في الحياة والمجتمع؟ اسئلة كثيرة حينما تطوف في الخاطر وتبحث عن مذكرات لامرأة سودانية خاضت غمار السياسة او برزت في محيط مجالها في الحياة، بيننا نساء في قامة فاطمة احمد ابراهيم وحاجة كاشف وسعاد الفاتح وعائشة الغبشاوي وخالدة زاهر وغيرهن وزيرات وزوجات رؤساء وشخصيات مؤثرة في الحياة الاجتماعية وتغوص فلا تجد الا محاولة فاطمة احمد لتسجيل مذكراتها التي اعلنت عنها ولم تظهر الى اليوم وهي زوجة للراحل الشفيع احمد الشيخ ومن أوائل البرلمانيات ومن مؤسسات الاتحاد النسائي ومن اسرة عريقة على قمتها الشاعر الفذ والدبلوماسي الاشهر الراحل صلاح احمد ابراهيم. وكثيرون قالوا ان مشاهير المجتمع السوداني الراحلين منهم والاحياء لم يحاولوا حتى كتابة اسطر وهم في ذلك يتحاشون الدخول في مشاكل يعتقدون انهم في غنى عنها و.... والحكاية كما قال لنا الروائي والناقد الادبي عيسى الحلو ( مجتمع وثقافة لا تتمتع فيها حرية التعبير بالمساحة الضرورية ، من الصعب ان يجد المستوى المكبوت من النشاط الذهني والوجداني المكبوت طريقه للتعبير . لا يمكن لافراد هذا المجتمع ان يكتبوا مذكراتهم بالصدق الكامل). ويضيف: فهم لا يستطيعون ان يكشفوا عن وجوههم الحقيقية تلك التي لا تظهر الا في لحظات خلوتهم مع انفسهم، لا سيما وان الكتابة ذاتها هي محاولة عبر اللغة لان يظهر الكاتب نفسه ولكن عبر انحرافات اللغة التي هي اصلا تعبير عن الجماعي ان يجد الفردي حريته هنا فهو ينحرف عن مساره نحو تحقيق ذاته لتحقيق الآخر الذي هو اللغة. وقال: يستوي في هذا الرجل والمرأة من الناحية العامة اما وضع المرأة في المجتمعات الشرقية فهي تعتبر مواطنا من الدرجة الثانية غير مسموح لها باشياء كثيرة .. فكيف ووضعها هكذا ان تقوم بما يعجز الرجال القيام به. وترى الباحثة الاجتماعية ثريا ابراهيم ان ذلك مرتبط بثقافة التوثيق الغائبة عن المجتمع السوداني الذي يعتمد على الحكي الشفاهي حتى في رواية تاريخه، بعكس ما يحدث في العالم الذي تسجل مجتمعاته كل شاردة وواردة في تفاصيل حياة افراده اليومية .. والمرأة تخاف حتى على مستوى الحكي الشفاهي ان تبوح باسرارها ناهيك عن الكتابة..وهي لا يمكن ان تكتب متى احبت ومن أو متى ضربت(شاكوشا). واحيانا تخاف على الاستقرار الاسري حينما نجدها قد تزوجت من رجل بعكس اهتماماتها وهواياتها.. انها تتنازل عن اشياء كثيرة لحماية اسرتها .. وتضيف احيانا هو خوف سياسي عندما تكون لها انتماءات غير معلنة وانشطة .. خوف الام على اطفالها. فالمرأة السودانية تخاف حتى مجرد تدوين ذلك فكيف بها والنشر رغم ان التجارب تقوي الذات وتفيد الناس .. وتقول: انا شخصيا بدأت اسجل تفاصيل حياتي اليومية ولكنني توقفت كسلا ليس إلا.