روجيه ميلا إنضم من منزله وباولو روسي من السجن وستة عراقيين بدون أندية مازالت أصداء إختيار قائد المنتخب الوطني هيثم مصطفى تتردد حتى بعد نهاية مباراة المنتخب أمام زامبيا وقد زاد من تطور الأزمة في اليومين الماضيين التصريحات التي أطلقها أمين مال الإتحاد والمدير الإداري للمنتخب أسامة عطا المنان والتي هاجم من خلالها كل الذين هاجموا خيارات المدرب محمد عبدالله مازدا بما فيها إختيار هيثم مصطفى وهو مافسره بعض الذين مسهم هذا الهجوم بشكل مباشر أنها محاولة من الرجل لتصفية الحسابات إستنادا على الإنتصار وهو في رأي هؤلاء يبقى إختيارا خاطئا بغض النظر عن الإنتصار أو الهزيمة مع تأكيد من هذه الفئة أن القيادة الفنية والإدارية للمنتخب كانت على قناعة كاملة من خلال المؤتمر الصحفي لاعلان قائمة اللاعبين بأن الإختيار من البداية لم يكن فنيا ولم يكن ضمن خيارات المشاركة في مباراة زامبيا وأن إختيار هيثم مصطفى للمنتخب الرديف المشارك في البطولة العربية وهو مايتنافى حسب تعبيرهم مع تصريحات أسامة عطا المنان الذي تعامل مع الأمر وكأنه إنتصار لرؤية فنية رغم أن تصريحات مازدا وأسامة عطا المنان نفسه في المؤتمر الصحفي الذي أعلن من خلاله قائمة المنتخب الوطني أكدت على أن الإختيار إداري ووردت تصريحات لاحقة على أنه نفسي أكثر منه فني. وهو ماجعل بعض المعارضين للقرار يرون أن القرار جانبه التوفيق في كل الجوانب لأن توقف اللاعب عن المشاركة مع فريقه ليس لأسباب فنية ولكن لخلاف مع مدرب فريقه (الهلال) الفرنسي غارزيتو وهذا يكفي لوحده لإبعاده عن المنتخب الوطني ووضعوا مقارنات في هذا الجانب بين ماحدث بين هيثم وغارزيتو ولاعب الزمالك المصري شيكابالا ومدربه حسن شحاته والتي ترتب عليها إبعاده من المنتخب المصري بأمر المدرب الأمريكي برادلي الذي رفض الإعتماد عليه في خياراته للمشاركة مع المنتخب في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل . وإن كان هناك من يرى وعلى رأسهم المسؤولين في الإتحاد العام أن الخيار في الأول والآخر خيار المدرب وأن ماحدث في مصر قد يحدث نقيضه في أماكن أخرى وكان الأستاذ الطريفي الصديق نائب رئيس الإتحاد العام قد أدلى بإفادات لبرنامج الرياضة التلفزيوني حول هذه القضية مؤكدا أن خيار المدرب هو الأساس عندهم وأنه لو رأى إبعاد اللاعب لما إستطاعوا فرضه ضمن القائمة . المفاجأة كانت في وجود اللاعب ضمن التشكيلة المرشحة للمشاركة في المباراة والمفاجأة الأكبر كانت مشاركته في شوط اللعب الثاني ونجاحه بعد ذلك في صناعة الهدف الثاني من كرة ثابتة (ركنية) وهو مااعتبره عدد من المحللين إنتصارا لرؤية إختيار اللاعب إدارية كانت أم فنية .. والتاريخ الحديث يقدم نماذج عديدة لإختيارات لاعبين لمنتخبات بلدانهم الوطنية رغم غيابهم عن المشاركة لأسباب مختلفة وعلى رأس هؤلاء يأتي إختيار الأسد الكاميروني العجوز روجيه ميلا بقرار رئاسي للمشاركة مع المنتخب الكاميروني في نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا وكان عمره وقتها 38 عاما وقدم اللاعب مردودا مميزا ومؤثرا أسهم في تألق المنتخب الكاميروني في هذه البطولة وتحول اللاعب بفضل المستوى الذي ظهربه إلى حديث العالم بأهدافه القاتلة ورقصته الشهيرة بعد كل هدف يحرزه . ويقدم لنا التاريخ أيضا نموذجا آخر هو اللاعب الإيطالي الشهير باولو روسي وكيف أن المنتخب الإيطالي إستعان به من السجن ليفوز معه ببطولة كأس العالم 1982 التي أقيمت بأسبانيا وفاز روسي بهداف البطولة وكان للأهداف الحاسمة التي أحرزها الدور الأكبر في نيل منتخب بلاده كاس البطولة ليسجل اسمه بأحرف من نور في تاريخ بطولات كأس العالم وتعود خلفية باولو روسي لإتهامه مع بعض زملائه اللاعبين بالتلاعب في نتائج مباريات الدور الإيطالي والتي تعرض بسببها لعقوبة السجن. أيضا من الحالات الملفتة للإنتباه في مثل هذه الحالات المنتخب العراقي بتكوينه الجديد والذي يضم في صفوفه ستة من اللاعبين لايلعبون لأندية ومع ذلك إستعان المدرب بخدماتهم للمشاركة في المنافسات الحالية .. اللاعبون هم علي صلاح .. هوار ملا .. كرار جاسم .. مصطفي كريم .. عماد محمد وسامال سعيد . هذه النماذج ونماذج أخرى كثيرة غيرها عن لاعبين يشاركون مع منتخبات بلدانهم وهم بدون أندية أو يجلسون في مقاعد يعني برؤية تحليلية أن اختيار قائد فريق الهلال هيثم مصطفي لقائمة المنتخب ليس حدثا شاذا .. والمتابع لمسيرة المنتخب الوطني مع المدرب محمد عبدالله مازدا سيجد أن مثل حالة هيثم مصطفى تكررت مع أكثر من لاعب منهم هيثم الرشيد مهاجم المريخ السابق والذي أسهمت مشاركاته مع المنتخب في عودته لتشكيلة الفريق الأساسية أكثر من مرة في الفترات التي كان يجلس فيها إحتياطيا وذات الشيء حدث مع مدافع الهلال خالد جوليت الذي كان ضمن قائمة المنتخب الأساسية رغم وجوده مع فريقه في دكة البدلاء وذات الشيء تم مع بهاء الدين عندما كان لايشارك مع المريخ .. وأسهم المنتخب في إعادة المعز محجوب لتشكيلة الهلال الأساسية وكان إحتياطيا بسبب بعض الإشكالات الإدارية . وأبرز الأمثلة المحلية في هذا الجانب التهديد الشهير الذي أطلقه الدكتور كمال شداد رئيس الإتحاد العام وقتها مهددا إدارة نادي الهلال وجهازه الفني بسحب مهاجم المنتخب الأول وقتها هيثم طمبل وإعداده إعدادا منفردا إذا لم يعد للمشاركة مع الفريق .. وكان قد تم إبعاد طمبل عن تشكيلة فريقه بسبب خلافات مع الإدارة وقتها حول تجديد تعاقده مع الفريق. dir=