من الأشياء الباعثة على الضحك، ما يحكى عن إحتجاج فريق الجميعابي الكاملين إثر هزيمته من الهلال ب (17) هدفاً، إحتجاجه على الهدف ال (13) بحجة أنه كان (تسلل). قريباً من ذلك، وبعد أن ولجت إلى مرمى البرلمان العديد من الأهداف في وقت سابق، شن النواب حملة شعواء على السيد وزير المالية بسبب إقدامه على تنفيذ رفع الدعم عن المحروقات قبل إقراره من البرلمان، بحجة أن في ذلك تقليلاً لشأن البرلمان ، ولم يبق أمامه من خيارات سوى أن يبصم على الموازنة الجديدة بزياداتها الموجعة كما فعل أمس !!. ويبدو أن بعض نواب البرلمان ، افاقوا فجأة من نومهم العميق الذي وثقته كاميرا الزميلة (السوداني)، فوجدوا ان القرارات تمرر من تحت أقدامهم ، والإجازات لأخطر مشاريع القوانين تتم بطريقة فيها قليل من الإحترام لدور البرلمان كما حدث في الموازنة الأخيرة ، وبالتالي فإن غضبتهم تلك، حتى وإن أفضت إلى سحب الثقة من وزير المالية كما طالبوا بذلك ، فهي أشبه بقبول أو رفض إعتماد الهدف ال (13). فالبرلمان في صورته الجديدة منذ الإنتخابات الفائتة إفتقد للصوت المعارض والتنوع المطلوب، وأصبح حظه من متابعات ما يدور فيه قليلاً بعد إفتقاده للرؤى المعارضة القوية على قرار برلمان نيفاشا الذي كان الجدل التشريعي والرقابي فيه محتدماً بين الوطني من جهة، والحركة وقوى المعارضة من جهة أخرى لدرجة شبه فيها البعض ذلك البرلمان بمباراة بين الهلال والمريخ ، قبل أن يتحول بعد سيطرة نواب الوطني عليه بالكامل إلا قليلاً، أشبه بتمرين خاص بالهلال، وإن شئت، المريخ. تقليل شأن البرلمان يراه البعض قد حدث بالفعل منذ فترة طويلة، فبرأي النائب البرلماني المخضرم عن المؤتمر الوطني الشيخ أحمد عبد الرحمن محمد فإن البرلمان لا يمارس دوره الرقابي والتقويمي تجاه الجهاز التنفيذي والحكومي كأنما النواب يبصمون بالعشرة على كل ما يمر عبر البرلمان. نواب البرلمان الذين غضبوا من وزير المالية هم ذاتهم الذين طالبوا بإجازة تلك التعديلات عندما أعلنها رئيس الجمهورية إجمالاً وهتف بعضهم (مجاز مجاز)، ثم صفق النواب بعدها للنائب الأول للرئيس تفهماً لتلك الإجراءات، وأجازوها أمس بالكامل، ولكنهم إستأسدوا على وزير المالية رغم علم الجميع بأنه لن يفعل شيئاً دون استشارة الكبار. فلماذا غض الطرف عن ذلك والطعن في ظل الفيل؟. من الآخر، ليس هناك عاقل يقلل من دور البرلمان، وبالطبع أهميته، خاصة وأنه قام بالكثير من الأنشطة غير المنكورة في الفترة السابقة ، ولكن محاولاته الأخيرة لاستعراض عضلاته على وزير المالية، نأمل أن يتبعه حسم مماثل في مراقبة الجهاز التنفيذي ومحاسبته، والتصدي بقوة لكافة أوجه الفساد في البلاد، وأن لا تكون تلك العضلات البرلمانية في وجه وزير المالية فقط.