وعدت بعثة صندوق النقد العربي، بالنظر في إمكانية مساعدة السودان في الظروف التي يواجهها حالياً، وأشادت بالتقييم الدقيق من الحكومة لأبعاد الأزمة وما اتخذته من إجراءات وسياسات ملائمة لعبورها ، وأكدت قدرة الحكومة على تخطي المصاعب الناجمة عن إنفصال الجنوب لما يتمتع به السودان من ميزة نسبية في المجال الزراعي بما يمكنه من الخروج من هذه الضائقة لبر الأمان. واطلع علي محمود وزير المالية والإقتصاد الوطني أمس، بعثة الصندوق برئاسة د. مصطفى قارة مدير الدائرة الفنية بالصندوق، على الأوضاع الاقتصادية في البلاد والصعوبات التي يواجهها بعد الإنفصال، عقب فقدانه أهم مورد أساسي للعملة الصعبة، بجانب تدهور سعر الصرف وارتفاع التضخم. وقال الوزير إن الطلب زاد على سلعة السكر نتيجة الاستهلاك المتزايد بعد تحسن دخول الناس واعتماد دول الجوار (أريتريا وأثيوبيا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى) على السودان من خلال التهريب، بجانب ذهاب ما لا يقل عن (500) ألف طن من المواد البترولية لدول الجوار عن طريق التهريب. وكشف محمود عن اعتمادات إضافية لشبكات الضمان الاجتماعي لمقابلة الإصلاحات الاقتصادية وتخفيف آثارها على الشرائح الضعيفة، ودعا الصندوق لتوفير المعونة والمشورة الفنية والاستجابة لمساعدة السودان باعتباره من أوائل الدول المؤسسة للصندوق.