بعودة قاطرات الركاب ولو مرة مرة فى الشهر الى محطة عطبرة سنتر السكة الحديد ،عاد نداء اشهر بائع فى نهر النيل الى ممرات المحطة وهو يركن فى شمالها وامامه عربة الباسطة حسنة الصنع ،وصوت عثمان انس يتعالى (يللا علينا جاى ..ما بالسمنة وكدا)هذه اللازمة التى عرف بها وهو يسوق باسطته، عبرت الى كل محطة يصلها القطار فانضافت الى العبارات العطبراوية ولازماتها، صوته يزاحم صوت بابور القطر العالى يتسابق نحوه الزبائن المسافرون والمودعون وهو يهتف ياخوانا ما بالسمنة وكده، فيتقافز اليه العشرات فى الدقائق التى يقف فيها القطار متصوبا نحو حلفا او بورتسودان او الخرطوم لينالوا نصيبهم من باسطته التى يصنعها وحده لمدة تزيد عن العشرين عاما. فى فترة سابقة ترك انس موقعه الشهير شمال المحطة واتجه الى سوق المدينة ليبيع كل شئ غير الباسطة فى دكانه الصغير بعد ان توقفت قطارات الركاب عن العمل لفترة طويلة . توجه الى موقف الخرطومبعطبرة ليمتهن البقالة وصار يقابل زبائنه حين يسألوه عن الباسطة وما بالسمنة وكده قائل:مامنعونا وكده!