كلما اقترب عجل القطار ليصك متوقفا فى محطة عطبرة تقترب الاذان من سماع النداء المحبب (ما بالسمنة وكدا) منبعثا من حلقوم شاب نحيل الجسد كثير الهمة تلتصق عربة حلواه بالجزء الشمالى من محطة القطار الشهيرة.. صوته الجهير لا يترك عجلات القطار تتوقف فتجد نفسك على عجلة من امرك حتى تلحق نصيبك من باسطته التاريخية فعثمان انس اشهر من يصنعها هناك ظل يمد حبال الصبر لمهنته المرهقة لاكثر من عشرين عاما قبل ان يتوقف بامر السلطات المحلية فى عطبرة اوائل الانقاذ بعد محاولات لضبط حركة البيع فى المحطة فغابت لفظته المحببه ما بالسمنة وكدا فاضطر الى ان يهجرها الى موقف الخرطوم بسوق عطبرة يبيع مناديل الورق واشياء البقالة الخفيفة.. حركة القطار ذاتها توقفت وتوقفت حياة كانت مستمدة من قطر حلفا وقطر هيا وقطر كريمة وقطر الغرب كلها سفريات تمر على مدار الاسبوع فى محطة عطبرة لتعود قبل عامين قليلا من السفريات وتكثر فى مناسبات الاعياد ..فقد زاحمت الطرق وعرباتها حركة ركاب القطارات فما عادت ذات جدوى ومداخيل مربحة. بعودة القطار عاد نادى عثمان انس المحبب وقد انتشر لانتشار القطار فى اركان السودان الاربعة فصار من العبارات المستشرية غربا وشرقا وشمالا حيث مسار القطر ولم يدر صاحب النداء الشهير بان نداءه اشهر منه.. يقول عثمان انس انه استحبب ما بالسمنة وكدا كنداء جالباً للزبائن لافتاً للانظار حين امتهانه هذه المهنة قبل اكثر من خمس وعشرين عاما وكان بعد ان ابعد من البيع فى المحطة يسأله الناس فى عطبرة ان يقول (ما بالسمنة وكدا) فيرد عليهم (ما منعونا وكده).. عطبرة:حسام الدين ميرغني