تدارس ناشرو الصحف السياسية الأوضاع التي تعيشها الصحف منذ أشهر حتى بلغت مرحلة خطيرة باتت تهدد استمرارها، بسبب الارتفاع المضطرد في أسعار الورق وكل مدخلات الطباعة الأخرى ، وكذا كلفة التشغيل. وضاعفت خطة التقشف والإجراءات الاقتصادية الأخيرة من متاعب الصحف بتحرك سعر صرف العملات الأجنبية في مقابل العملة الوطنية، مما انعكس على الورق، وكذلك زيادة كلفة توزيع المطبوعات براً وجواً برفع الدعم عن المحروقات، بالإضافة إلى زيادة الضرائب. وظل ناشرو الصحف يتكبدون خسارة يومية، خلال الأشهر الماضية حيث تباع النسخة من الصحيفة بأقل من كلفتها الحقيقية، وتأثر سوق الإعلان بالأوضاع الاقتصادية، مما دفعهم إلى التفكير في تدابير من أجل وقف نزيف الخسائر لضمان استمرار الصدور. ورغم تقديرهم للظروف التي يعاني منها القارئ، إلا أن الناشرين وجدوا أنفسهم أمام خيارين أحلاهما قاسٍ ومُر، وهو الاستسلام والتوقف عن الصدور، أو محاولة وقف الخسائر والاستمرار عبر زيادة سعر النسخة، فاختاروا الأخير باعتبار الصحف منابر للحوار ومنارات للاستنارة والوعي، وعكس هموم المواطن وقضاياه. ولذا فقد قرر ناشرو الصحف السياسية زيادة سعر النسخة إلى جنيهين اعتباراً من الاثنين 8 يوليو الحالي، ورغم حزنهم على تبنيهم هذه الخطوة إلا أنها الخيار الوحيد المتاح أمامهم ويأملون في أن يتفهم القارئ ذلك، وأن تسعى الدولة إلى تخفيف الأعباء المتزايدة على الصحف حتى تستطيع الصمود والاستمرار في الصدور المنتظم.