تحتفظ ملفّات الرؤساء في كل العالم بمواطنين أبرياء كل جريمتهم أنّ ملامحهم مطابقة لملامح رؤساء حاليين أو سابقين... وهي قضيّة شائكة في بعض الدول التي تخصّص للأمن ميزانية لا تنكمش بمعدّلات التضخم ولا بمعدّلات التقشّف! تحتفظ ذاكرتي الشخصيّة بعدد من أشباه الرؤساء الكبار... مواطن أمريكي شبيه للرئيس جون كنيدي، واسكتلندي شبيه للرئيس البريطاني إدوارد هيث، ومواطن فرنسي كان حتّة من الرئيس بومبيدو، وكل هذه الحالات مرّت بسلام، بل اعتبرت شكلاً من ممارسة الديمقراطيّة، ديمقراطية الشَبَه! القارة الأفريقية المظللة بالسواد مرّت عليها حالات الشَبَه للرؤساء دون أن يُلتَفت إليها، فمعظم الشعوب الأفريقيّة لا تحدّق أصلاً في وجوه رؤسائها، ولهذا السبب نجا مواطنون أفريقيون كثيرون من محاولة الإنقلاب عليهم! من بين المواطنين الذين عانوا من شبههم لرؤسائهم شبيه عراقي للرئيس العراقي صدّام حسين، لاحقته الكاميرات، بل زَايدَ البعض حين ادّعى بأنّ الذي أُعدِمَ هو شبيه صدّام وليس صدّام نفسه... لكنّ السؤال الأهم لماذا ظهر شبيه صدام بعد خلعه عن الحكم ولماذا لم يتجاسر بالظهور أمام الكاميرات أو تتجاسر الكاميرات بالظهور أمام الشبيه عندما كان صدّام رئيساً! قبل أيام اجتمع مصريون في مدينة الإسكندرية حول شخص شبيه لحسني مبارك، اجتمعوا ثمّ تجمّعوا حتى تدخّلت الشُرطة... واتضح في النهاية أنّه مواطن يمني زائر لعروس البحر الأبيض المتوسّط... والسؤال كيف كان يزور هذا المواطن اليمني مصر في الثلاثين عاماً الماضية! قبل سنوات أظهرت أضواء الوسائط شخصيّة سودانيّة شبيهة للرئيس تعمل بإحدى المنظمات الدولية... تتبّعَه الصحفيون الطفيليّون حين زار السودان أملاً في عمل (شُغل) معه... لم يتضايق الشبيه ولم يتضايق الرئيس حين علم بذلك من مصدر غير أمني... بل قال لي مصدر أهلي إنّ الرئيس السوداني استضاف الشبيه في جلسة شاي مغرب بعيداً عن أجواء المراسم! لا أظن أنّ الشبه للرؤساء صار مُستحبّاً للأكثريّة بعد الربيع العربي والشتاء الأوروبي والصيف السوداني (الموّلع نار)... فقد صارت الحكمة الشعبيّة المتداولة: اشبهْ رئيسك هوناً ما، عسى أنْ يكون شبيهك يوماً ما!!