خطيب مسجد مستشفى الموانئ الذى فقد وعيه فى أول يوم من شهر رمضان وأغشي عليه فى المنبر وهو يخطب فى الناس كان مؤشرا لبعض مواطني المدينة فى البحث عن فتوى تجيز لهم ما ينقذ من التهلكة . فدرجة الحرارة وصلت الى الخمسين ،وعلى قول أوشيك أحمد ،هاهم أئمة المنابر يغشى عليهم فيها من شدة حرور رمضان، فى اليوم الخامس من الشهر الفضيل أفتى مجمع الفقه الإسلامي السوداني بجواز إفطار مواطني مدينة بورتسودان الواقعة على شاطئ البحر الأحمر المتأثرة بارتفاع درجات الحرارة. يقول الفكى عابدين من أهالى المدينة إذ يقطن بها منذ العام 1953 انه فى العام 1967 صدر جواز إفطار الشهر بصورة علنية ،كان الناس يلتفون بالخيش وأودت ضربات الشمس بالعشرات ،اضف الى ذلك أزمة الكهرباء والمياة الحادة، الآن هناك تذبذب فى التيار الكهربائى وخرجت سواكن بسبب عطب قبل أسبوع من شبكة الكهرباء،سعر جالون المياه وصل الى جنيهين ونصف ولوح الثلح ب25 جنيها، كما ان المساجد تزدحم بالصائمين الذى يقضون نهارهم فيها للاستفادة من مكيفاتها . ارتفاع درجات الحرارة اقترب من الخمسين درجة مئوية الأمر الذي أدى إلى موجات نزوح غير مسبوقة، من المدينة إلى مناطق أخرى, هربًا من حرارة الشمس. وبلغت حالات ضربات الشمس حسب وزارة الصحة بالبحر الاحمر حوالى 50 حالة مصابة بضربات الشمس الحارقة، أدت إلى وفاة شخصين. حكومة البحر الاحمر احتاطت بتحويل بعض الأعمال فى الميناء والمخازن الى الفترات الليلية لاعتدال الجو شيئا ما،كما وصف موظف فى مجال التخليص الجمركى ان ضعف البنية الجسمانية للكل يؤدى الى تعرضهم لضربات الشمس اثناء قيامهم بالعتالة . الفتوى منحت الحق لمن أراد ان يفطر فى حرور بورتسودان المولع نار فدرجة التحمل تفرق من شخص الى آخر ،هذه هى المرة الثانية التى يفطر فيها سكان الشرق بفتوى ،الأولى كانت فى العام 1967 ،ونفس درجة الحرارة.. تشهدها المدينة وهو ما دفع بالفتوى للظهور بعد (45) عاما.