برغم ارتفاع درجات الحرارة امس بمدينة بورتسودان، الا ان فتوى مجمع الفقه الاسلامي التي جوزت لمواطني حاضرة ولاية البحر الاحمر الافطار في نهار رمضان لم تنزل بردا وسلاما علي الصائمين كما كان متوقعا ، حيث صب الكثير منهم جام غضبهم علي الجهة التي اصدرت الفتوى ، متهمين مجمع الفقه باتباع فقه الطعن في ظل الفيل وتحاشي التطرق للاسباب الحقيقية التي جعلت الصائمين يواجهون الامرين في هذا الشهر المعظم الذي يشيرون الي ان درجات حرارته لم تأت مرتفعة عما كانت عليه في العام الماضي، معتبرين عدم انتظام التيار الكهربائي والزيادة الكبيرة وغير المتوقعة التي طرأت علي تعرفة الكهرباء من اسباب معاناتهم في شهر رمضان هذا العام والذي شهد اكثر من خمسين حالة اصابة بضربات الشمس والتي اودت بحياة 3 مواطنين، ومع عدم انتظام التيار الكهربائي وارتفاع فاتورته طالب الاول من امس عمال بهيئة الموانئ البحرية بتغيير مواعيد العمل لتبدأ عقب الافطار وتنتهي صباح اليوم التالي ،ويقول المواطن سمرا ادريس، ان شهر رمضان في العام الماضي شهد درجات حرارة مماثلة للتي تشهدها مدينة بورتسودان هذا العام ،ويشير الي ان استقرار التيار الكهربائي وتوفره باسعار جيدة للمساجد والمنازل وغيرها من اماكن يلجأ اليها المواطنون لاتقاء ارتفاع درجات الحرارة في العام الماضي لم يحوجهم لطلب فتوى قال انها موجودة اصلا في نصوص القرآن والسنة ولم يجعلهم يفكرون في الافطار لاتقاء المشقة . ويري خطيب وامام مسجد حي الخليج الشيخ أسامة ختم ان الكهرباء تمثل الطامة الكبري لسكان بورتسودان الذين ليسوا في حاجة لفتوى شرعية تجوز لهم الافطار في نهار رمضان بل في امس الحاجة لاستقرار في التيار الكهربائي ومراعاة خصوصية المدينة ، وقال: كان يجب ان توجه الفتوى نحو وزارة الكهرباء وان تطالبها بمراعاة ظروف مدينة بورتسودان خاصة عقب قرار زيادة تعرفة الكهرباء لما فوق 600 كيلو، التي قال ان منزلا واحدا يستهلكها في عشرة ايام وذلك لأن معظم مكيفات الهواء المستعملة حديثة وتحتاج لكهرباء كثيرة ، وعبر خطيب مسجد حي الخليج عن بالغ دهشته من اتخاذ قرار رفع فاتورة الكهرباء في هذا التوقيت الذي وصفه بغير الملائم ، مشددا علي ان تطبيق مثل هذه القرارات يجب ان يخضع لدراسة متأنية تراعي ظروف كل مدن السودان ، وقال ان مدينة بورتسودان تمر بظروف استثنائية كان يجب مراعاتها ولو مؤقتا ومن ثم يمكن تطبيق القرار عقب فصل الصيف ،مؤكدا تأثر المساجد بعدم استقرار التيار الكهربائي وارتفاع فاتورته ،مناشدا رئيس الجمهورية التدخل واصدار قرار يلزم وزارة الكهرباء بتوفير هذه الخدمة بانتظام وباسعار معقولة للمواطنين ببورتسودان وذلك مراعاة لظروف الصيف وشهر رمضان المعظم. فيما يقرأ رئيس حزب التواصل الشيخ حامد محمد علي فتوى مجمع الفقه من زاوية مختلفة ،ويري في حديث ل«الصحافة» ان علماء مجمع الفقه اختشوا من ذكر الاسباب الحقيقية التي جعلتهم يجوزون الافطار لمواطني بورتسودان في نهار رمضان، موضحا: المواطنون في الاصل وبدون صيام يعانون من سوء التغذية ومن الوهن والضعف وربما رأي مجمع الفقه ان يرفع عنهم المشقة متعللا بارتفاع درجات الحرارة التي هي مرتفعة منذ القدم ولم تكن في يوم سببا للافطار، فانسان بورتسودان صام في درجات حرارة اعلي من الحالية ،واعتقد ان مجمع الفقه اختار تغليف فتواه بحرارة الجو ولم يشأ التطرق للفقر والوهن والضعف الذي يعاني منه مواطن بورتسودان. من جانبه اكتفي معتمد بورتسودان بتعليق مقتضب في حديث ل«الصحافة» قائلا: ،»نري ان التسرع في اتخاذ القرارات امر ليس جيدا وبذات القدر لن نصدر قرارنا حول الفتوى بتسرع»، الا ان رئيس الحزب الحاكم بالولاية بالانابة محمد طاهر أحمد حسين يري قدرة مواطني المدينة علي الصيام في مختلف الظروف المناخية، ويضيف: الناس هنا تعودت علي درجات الحرارة المرتفعة ،ومع احترامنا لمجمع الفقه ولكن لا نعتقد ان هناك من سيترك الصيام بسبب فتوى او ارتفاع درجات الحرارة.