وضح بشكل كبير بأن مسلسلات رمضان لهذا العام، ومن خلال عناوينها ووجوه الممثلين ودرجاتهم، لا تخلق أي إمتياز أو دهشة، فهي ذات الوجوه التي كانت في الأعوام السابقة، مع الاطروحات ذاتها، الواقعة بين التاريخي.. الديني.. الاجتماعي.. ليس من إختلاف، بل نرى أن الكثافة (السياسية) في نصوص المسلسلات هذه، ترجع في الاساس إلى حضور الاوضاع السياسية لأكبر قطرين منتجين للدراما (مصر وسوريا)، وأن محددات السيناريو والحوار ليست بالجديدة أو المدهشة، نسبة لكثافة تناول الفضائيات لأحداثها، ساعة بساعة خبراً وتوثيقاً ومتابعة ميدانية، كما لوحظ كذلك قلة (الفنتازيا) مقارنة بالحضور التوثيقي للتاريخ السياسي.. لكن جاء الاجماع مؤخراً في بروز نسق درامي جديد يتأسس الآن على مستوى اللغة والمضمون، وأن بروز هذا السياق الجديد بدءاً من هذا العام ونجاحه، سيعمل على تغيير الفكرة الدرامية برمتها، لخلق واقع درامي إبداعي جديد ومغاير تماماً للمطروح الآن.. أولى المبادرات أو المغامرة الابداعية، هو مسلسل (أرواح منسية) الذي يراهن عليه النقاد اليوم بتغيير مجمل الخارطة الفكرية والمضمونية للمسلسلات، والذي يحظى بمشاركة غير مسبوقة لنجوم الصف الأول من الوطن العربي، إذ أن فكرته كما قال مخرجه ومؤلفه فراس ابراهيم، تعد مختلفة تماماً للسائد الآن، سواءً على مستوى الفكرة أو النص، ويرى فراس أن المسلسل سيفتح الطريق نحو دراما جديدة تماماً في طريقة التناول الابداعي للنص، وفي شكل الحوار البسيط العميق المعبر في الوقت نفسه.. تتميز مسلسلات رمضان هذا العام بعودة عدد كبير من الفنانين للشاشة الصغيرة مما زاد سخونة السباق المارثوني وحماسة المعلنين، ومن هؤلاء النجم عادل امام، ومحمود عبد العزيز، وأحمد السقا وكريم عبد العزيز ومحمد سعد، اضافة إلى عودة الفنانين الذين غابوا العام الماضي ومنهم نور الشريف ويحيى الفخراني والهام شاهين وليلى علوي ويسرا، مما بلغ جملته ثمانين مسلسلاً بين مصري وسوري وخليجي.. اذن المشاهد العربي موعود بموسم درامي تنافسي في شهر رمضان، وبالتأكيد سيتابع معظم هذه الأعمال ومن ثم يبقى التقييم له وحده، مهما حدثه النقاد عن جودة مسلسل أو رداءة آخر..