منذ انطلاقتها في عالم الفن تحرص يسرا على أن تطل على جمهورها في كل عمل بدور مختلف، وفي جديدها مسلسل «شربات لوز» الذي يعرض على شاشة رمضان لم تشذّ عن هذه القاعدة، على الرغم من أن انتقادات كثيرة وجهت إليها من بينها أن دور شربات يشبه دور نادية أنزحة الذي أدته منذ سنوات في مسلسل {أحلام عادية». عن المسلسل وتقييمها للدراما عموماً، كان اللقاء التالي معها. كيف تقيمين ردود الفعل على «شربات لوز»؟ جيدة سواء من المقرّبين مني والأصدقاء أو من الجمهور الذي يعبر لي عن إعجابه بالمسلسل عندما ألتقيه صدفة في الشارع، أما الذين أنتقدوه فأقول لهم إنه أضاف الكثير إلى مسيرتي الفنية. ما تعليقك على النقاد الذين ربطوا بين شخصية شربات وبين شخصية نادية أنزحة؟ استغرب هذا التشبيه، لا سيما أن الشخصيتين مختلفتان، وإن كان التشابه في الفكرة نفسها أي الفتاة الانتهازية التي توظف ذكاءها لتحقيق أهدافها، إنما الاختلاف كبير بين نادية وشربات على صعيد الشخصية نفسها وفي الثقافة والنشأة. لماذا غبت العام الماضي عن الدراما؟ عُرضت عليّ نصوص عدة، لكني لم أجد فيها ما يناسبني، وكان من ضمنها سيناريو «شربات لوز»، إلا أن مؤلفه تامر حبيب لم يكن قد انتهى من كتابة كل الحلقات. هل أثرت الأحداث في شكل أو في آخر في احتجابك؟ بالطبع، فأنا قصدت التغيب لأن حالتي النفسية لم تسمح لي بالتمثيل والوقوف أمام الكاميرات، وكان من الصعب أن أدخل عملاً جديداً والوطن يعاني. ما الذي تغيّر هذا العام فالأمور في البلد لم تستقرّ حتى الآن؟ بالعكس، يختلف هذا العام عن العام الماضي لأن الرؤية بدأت تتضح. عندما بدأت تصوير المسلسل كانت الأمور أكثر استقراراً، فقد أجريت انتخابات مجلس الشعب وانتخب رئيس للجمهورية، ثم يجب أن نعود لأن العمل في الوقت الحالي هو رسالة حقيقية لكل شخص تجاه وطنه، كذلك استمرار عجلة الإنتاج هو واجب وطني. ما الذي أثار لديك الاكتئاب؟ بعد قيام الثورة لم نكن نعرف ما يخفيه لنا المستقبل، بالإضافة إلى سقوط ضحايا في البلدان العربية مثل ليبيا وسورية التي ما زالت تنزف لغاية اليوم، فقد رأيت ما لم أتوقعه. على رغم سعادتي بالثورة إلا أن ما حدث سبب لي أكتئاباً وابتعاداً عن الأضواء والكاميرات. لم يتطرّق المسلسل إلى الثورة أو الوضع الحالي كما هي حال باقي الأعمال. لا أحب المتاجرة بالثورة ويجب أن يكون لها عمل يؤرخها، ثم موضوع مسلسل «شربات لوز» مختلف تماماً. ما الذي حمّسك للموافقة عليه؟ هو «حدوتة» جديدة أحببتها بعد قراءة السيناريو الذي كتبه السيناريست تامر حبيب ببراعة، وأجسّد فيه شخصية بنت بلد جدعة تستخدم ذكاءها في كل شيء لتحقيق طموحاتها. كذلك يلقي الضوء على شرائح وطبقات مختلفة من المجتمع المحيط بنا، ويرصد النفوس التي تغيرت في السنوات الأخيرة، وبات كل واحد لا يريد الخير للآخر، ذلك كله في إطار اجتماعي كوميدي. ثمة أعمال تُفصّل خصيصاً للفنان، هل تؤيدين ذلك؟ لست ضد هذه الفكرة لأنه، بصدق شديد، لا يوجد فنان في العالم لم يُفصَّل له عمل، بمعني أن تعرض عليه فكرة يتحمّس لها ثم يبدأ التحضير مع السيناريست والمخرج، عدا ذلك لا أتدخل في أي تفاصيل في شأن زيادة دور أو اختزال آخر، اكتفي بإبداء وجهة نظري في الدراما إذا انتقص منها شيء أو رأيت تفاصيل غير مجدية ولا داعي لوجودها، وأناقش ذلك مع المؤلف والمخرج بشكل ودي، من دون فرض رأيي، لأنني أحترم مهام كل عنصر في فريق العمل. في ظل وجود كمّ كبير من النجوم في الدراما الرمضانية، كيف ترين المنافسة؟ مختلفة وتسير نحو الأفضل، خصوصاً مع وجود نجوم لهم ثقل فني كبير مثل عادل إمام ويحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز والسقا وكريم عبد العزيز... ستؤكد الدراما المصرية ريادتها في الفن وامتلاكها رصيداً لا يفنى. باختصار، المنافسة الشرسة تفرز أعمالاً قوية والمشاهد هو المستفيد الأول والأخير. وماذا عن الانتقادات والاتهامات التي ترافق الأعمال الدرامية؟ الاتهامات تتكرر كل عام وفي النهاية «الناس بتشوف الأعمال كلها». كيف تقيّمين الأعمال الشبابية، في ظل احتضان الدراما لها؟ «ده شيء طبيعي» ودائم في الدراما والسينما منذ عشرات السنين وليس هذا العام أو العام الماضي فحسب، لكن ازدياد القنوات ومضاعفة الإنتاج أتاحا الفرصة أمام كمّ أكبر من الممثلين الشباب، وهو أمر يصبّ في مصلحة الفن المصري لا سيما أن ثمة شباباً يتمتعون بموهبة، ولا يجدون فرصاً تشبع إمكاناتهم الإبداعية وتُخرج طاقتهم الفنية. ما السر وراء تعلق المشاهد المصري بالمسلسلات التركية؟ المناظر الجميلة التي تصوّرها، وتركيزها على الرومنسية وهو ما يفتقده الجمهور. شخصياً، أتابع «حريم السلطان» لأنها قصة مختلفة تناقش حقبة من الزمن لم يتم تناولها بهذه الروعة سابقاً. صرحت بأنك ضد «الإخوان المسلمين» وضد وصولهم إلى منصب الرئاسة. أنا ضد أن يسيطر تيار واحد على المشهد، وأن يزج الدين في السياسة لأن مصر عبارة عن وحدة بين مسلمين وأقباط، ولا يعقل أن أتجاهل الفصيل الآخر وخصوصية شريعته، وأصرّ على أن أحاكمه بالشريعة الإسلامية وأزرع في داخله الترهيب والتخويف، وأتناسى أنه مصري مثلي وله الحقوق والواجبات نفسها. الجريدة