بعض المراقبين والمحللين لشئون الشرق الأوسط، يرون ان القتال الشرس الدائر هذه الايام في سوريا والمذابح التي تورط فيها نظام بشار الأسد في حق الشعب السوري- فرصة ذهبية للدول الاستعمارية بقيادة الكيان الصهيوني لمحاولة النيل من القوى المناهضة للوجود الاسرائيلي في المنطقة .. بضرب «عدة عصافير بحجر واحد» كما يرى المثل.. - العصافير في هذه الحالة هي سوريا وحزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي تقاوم الصهاينة - إضافة إلى ايران العدو التاريخي للدولة الصهيونية.. وإذا تيسر روسيا التي تقاوم حتى الآن بنجاح أي تدخل أممي في الشأن السوري.. - فسوريا هي الدولة العربية الوحيدة التي تمد بالسلاح والعتاد حزب الله وحماس - سلاح المقاومة الايراني عبر الأراضي السورية- مقاومة الاحتلال الصهيوني الذي تباركه وتسلمه غالبية الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة- وخاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لكسب الاصوات اليهودية في امريكا.. - أما ايران العدو التقليدي للصهيونية وللدول الغربية «عامة» فإنها تتعرض لضغوط اقتصادية وأمنية هائلة تمارسها هذه الدول وفي مقدمتها اسرائيل على طهران وتهديد قصف منشآتها النووية لإرغامها على التخلى عن برنامجها النووي.. وإرغامها على خذلان سوريا ووقف مساعداتها لحركات التحرير في المنطقة.. - أما بخصوص روسيا فإن الغرب وخاصة اسرائيل تتلهف لفقدان الكرملين لكل نفوذها وهيبتها في العالم العربي- وقد تأكد هذا عندما استنكرت غالبية الدول العربية وشجبت استخدام روسيا حق النقض في مجلس الأمن للحيلولة دون تدخل عسكري في واحد من أعرق بلدان العالم.. - أما بخصوص الربيع العربي عموماً فإن ذات الدول تعول على إجهاض الانتفاضات التي تمكنت حتى الآن من إطاحة نظم استبدادية في المنطقة كانت موالية للغرب وتساعدها في ذلك للمفارقة دول غربية استبدادية هي الأخرى.. والمثال على ذلك ما يحدث في قاهرة المعز هذه الأيام.. فالخلافات تتعمق صبيحة كل يوم بين الرئيس الشرعي المنتخب والمجلس العسكري وانشقاقات في الشارع المصري بين مؤيدي الرئيس مرسي وآخرين معارضين له يخشون من حكم الإخوان المسلمين.. - وكأنما يقول لسان حال الصهاينة ومؤيديها «اشغل أعدائي بأنفسهم» وهذا للأسف ما يحدث في المنطقة..