بعد ان ضاقت بهم سبل كسب العيش الكريم في وطنهم يحاول الكثيرون على اختلافاتهم المهنية والعمرية المختلفين من اهل هذا البلد المنهوك ،الهروب من هذا العيش الضنك إلى بلاد الله الواسعة حيث يجدون بعض الاحترام اللائق بهم بعد ان افتقدوه في وطنهم.. ولكننا مع كل هذا فإننا لم نتخيل ان يصل هذا الهروب جماعات و أفرادا ان يهرول اساتذة جامعيون يحملون درجات علمية رفيعة للوقوف أمام مكاتب الاستخدام الخارجي- يستجدون وظائف في بلاد بعيدة عن وطنهم.. الاستاذ أحمد المصطفى إبراهيم كتب في صحيفة «الانتباهة» يوم الثلاثاء يستنكر أولاً تفريط الدولة في مواردها البشرية وثانياً معاملة مكاتب الاستخدام لأساتذتنا الأجلاء.. لا يخفى على أحد اوضاع الاساتذة الجامعيين المعيشية- فهم يتقاضون مرتبات لا تليق بمقامهم ولا يسمن ولا يغني من جوع- وخاصة في ظل هذا الغلاء الفاحش الذي ضرب غالبية أهل السودان.. وعندما نقارن مرتباتهم بتلك التي يتقاضاها حتى صغار التقنيين في الحكومة يخطر على البال المثل القائل (تموت الأسود في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب) .. الاستاذ أحمد المصطفى يصور مكانة اساتذتنا الاجلاء في مكاتب الاستخدام «إهانة علماء واهانة دولة في احتقار مواطنيها لهذا الحد.. ان يقف الاساتذة بكل مقاماتهم امام مكاتب الاستخدام تنعدم فيها الخدمات الاساسية «لا ظل ولا صالة ولا مقاعد وخاصة خلال صيف رمضان الحارق، رغم ان تلك المكاتب يتحصل على (50 ) جنيها عن كل «رأس».. ? تخيلوا كما جاء في رواية الكاتب الذي يبدو أنه شاهد عيان لما كان يحدث في تلك المكاتب.. «يأتي الذي يريد ان يتعاقد مع الاساتذة وينادي عليهم كما الاطفال- «البروفيسيرات هنا».. ويشير بيده «العمداء هنا».. ويشير بيده.. وهكذا لكل المدرجات أي سوق النخاسة».. ? وحق للاستاذ أحمد المصطفى ان يشارك «أية دولة هذه التي تبيع عقولها كما تباع الابقار»!! ? ويطالب الكاتب بوقف هذه «المهزلة» ويصرخ «من يوقف إهانة علماء بلادي».. من يوقف أهانتهم أمام مكاتب الاستخدام..