قال ياسر يوسف نائب أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني، إن السودان ودولة الجنوب توصّلا لتفاهمات أساسية ونهائية بشأن النفط، وتوقع أن يكون التوقيع على الملفات العالقة مع الجنوب كافة في عملية واحدة، وأكد أن الملف الأمني سيكون أساسياً، وقال في تصريحات أمس: سنعمل على إنهاء بروتوكول جنوب كردفان والنيل الأزرق، وجدد عدم الاعتراف بقطاع الشمال كونه امتداداً لحركة موجودة في الجنوب، وقال: لا شأن لنا بوجود ياسر عرمان في أديس أبابا وهذا أمر يعنيه، لكن نحن سنتفاوض مع مواطني المنطقتين، وأكد أن ذلك ما تم الدفع به للوساطة، وأشار إلى إقناعهم الوساطة بحسن منطقهم بأن التفاوض مع مواطني المنطقتين والمتمردين للوصول إلى تفاهمات سياسية سريعة. إلى ذلك، قال يوسف إن حزبه لا يستطيع أن يحكم على ترحيب أوباما بأنه تحول في الموقف الأمريكي تجاه السودان، وطالب يوسف أمريكا ومؤسساتها بأن تكون مشجعة وبنّاءة تجاه السودان، وأبدى أمله في أن تكون تصريحات أوباما نقطة بداية في تحول حقيقي وإيجابي مع السودان. وفي السياق، أعلن د. كمال عبيد رئيس وفد التفاوض الحكومي حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه سيتم التوقيع عليه خلال الأسبوع الحالي، وكشف عن وصول الوساطة الأفريقية في الأيام المقبلة للوقوف على الاتفاق والأوضاع الإنسانية بالمنطقتين. ورهن عبيد في منبر (سونا) أمس، التوقيع على الاتفاق بنزع فتيل التوتر، وأكد عدم جدية قطاع الشمال في التوصل إلى اتفاق نهائي وعدم قدرته على فك ارتباطه السياسي والعسكري مع الجنوب، ورهن عبيد التوقيع على الاتفاق بتخلي قطاع الشمال عن قواته العسكرية، وقال: (ليس من المنظور عودة حركة أو حزب وهو مدعوم بالسلاح)، وجدد رفض الحكومة ممارسة الحركة الشعبية قطاع الشمال نشاطها السياسي إلا بعد إنفاذ الترتيبات الأمنية وفك الارتباط مع دولة الجنوب والتخلي عن عبارات تربطها بجوبا مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال، وأشار إلى أنه سيتم وقف العدائيات بصورة محدودة في فترات ومناطق معينة. وأكد عبيد التزام الحكومة بوقف إطلاق النار لتوصيل الإغاثة، وقال: لم نذهب لأديس لنكافئ من حمل السلاح، ولكن لنعطي الوطن حقه وتعلى قيمة الالتزام، وقال إن الحكومة لن تمول الحركة عبر تكرار تجربة شريان الحياة لضرب السودان ولن تكافئ من خرق الدستور والقانون. وتوقع عبيد أن يفضي الاتفاق بين وفدي السودان ودولة الجنوب بخصوص النفط لحدوث تقدم في الملفات التفاوضية الخاصة بالولايتين، وأشار لمشاورات مكثفة مع القوى السياسية وأئمة المساجد وهيئة علماء السودان وأصحاب المصلحة من أبناء المنطقة لبلورة مواقف يشكل أساساً لجولة التفاوض المقبلة بأديس أبابا عقب عطلة عيد الفطر. واستنكر عبيد مبدأ الاغتيالات السياسية الذي انتهجته الحركة، وأشار إلى تسليم الحكومة الوساطة مذكرة تتعلق باغتيال إبراهيم بلندية رئيس تشريعي جنوب كردفان واستمرار اعتقال تلفون كوكو أبو جلحة، وأوضح أن الوفد التفاوضي لم يلتق الحركة وإنما سلّم مقترحاته للوسيط الأفريقي الذي سلم بدوره رؤية الطرف الآخر، ونوه إلى دفع الوسيط بورقة توفيقية. وفي الأثناء، طرحت كتلة نواب المؤتمر الوطني في اجتماع برئاسة د. غازي صلاح الدين أمس، عدداً من ملفات الراهن السياسي والاقتصادي للنقاش، وأوضحت أنها لا ترغب التغيب عن الساحة في ظل عطلة البرلمان، وناقشت الكتلة مفاوضات أديس أبابا مع دولة الجنوب والحوار مع قطاع الشمال. وأكد د. عمر آدم رحمة رئيس لجنة الطاقة للصحفيين عقب الاجتماع، رفض التفاوض مع قطاع الشمال إذا كان يعبر عن ارتباطه بالحركة الشعبية في الجنوب.