الجاز: العلاقة مع جوبا تسير بصورة طيبة بعد الاتفاق الأخير قالت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية، إن الولاياتالمتحدة تريد من الصين ودول عربية المساعدة في تأمين (3) مليارات دولار للسودان ضمن صفقة لاستئناف إنتاج النفط في جنوب السودان، منعاً للحرج جرّاء العقوبات الأمريكية على الخرطوم. وقالت الصحيفة أمس، إن دولتي السودان توصلتا إلى اتفاق يدفع بموجبها جنوب السودان (9.48) دولارات إلى السودان عن كل برميل نفط يصدّره عبر أنابيبه، ودفع نحو (3.2) مليارات دولار إلى الخرطوم لسد الفجوة التمويلية الناتجة عن انفصاله عن الشمال العام الماضي، وأضافت الصحيفة أن الاتفاق سيجعل الخرطوم بحاجة إلى (3) مليارات دولار على مدى ثلاث سنوات وستة أشهر لتعويض خسارة العائدات من الجنوب الغني بالنفط. غير أن الولاياتالمتحدة غير قادرة على تأمين مبلغ ال (3) مليارات دولار بسبب العقوبات التي تفرضها على الخرطوم، لكن وسطاء ودبلوماسيين أكدوا أنها تخطط لتشجيع مانحين آخرين على التدخل لتأمين المبلغ مقابل تنازلها عن العقوبات التي تؤثر على عمليات نقل الدولار. ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسي غربي وصفته بالبارز قوله: «هناك شيئان تبحث عنهما الخرطوم خارج اتفاق النفط مع جنوب السودان، الأول تضافر الجهود من قبل المجتمع الدولي لتأمين المليارات ال (3) المطلوبة، وخاصة الصين ودول عربية، ورفع العقوبات المفروضة عليها. وفي الأثناء، نشرت صحيفة (واشنطن تايمز) تقريراً تحت عنوان الولاياتالمتحدة تريد إصلاح العلاقات مع السودان، أورد فيه أن الولاياتالمتحدة تسعى لإصلاح وتحسين علاقاتها بالسودان، بعد أكثر من عشر سنوات مما شابها من توتر، شريطة قيام الخرطوم بتبني الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في البلاد. وينقل التقرير عن أحد كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قوله إن واشنطن تسعى لرأب صدع العلاقات مع الخرطوم، حال قيام الأخيرة باحترام حقوق الإنسان في السودان. إلى ذلك، بحث د. عوض أحمد الجاز وزير النفط، سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين السودان والولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال الجاز عقب لقائه بالخرطوم أمس، القائم بالأعمال الأمريكي لدى السودان السفير جوزيف ستافورد، قال إنه قدم شرحاً عن الفرص الاستثمارية المختلفة بالسودان لا سيما في قطاع النفط. وتطرّق الجانبان إلى قضايا دولتي الشمال والجنوب، وقال الجاز إن الأوضاع بين الجانبين تسير بصورة طيبة بعد الاتفاق الأخير في قضايا النفط الذي ستعقبه اتفاقات على القضايا الخلافية الأخرى، وطمأن الجاز المسؤول الأمريكي بهدوء الأحوال الأمنية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان واستقرار الأوضاع الإنسانية بهما، وأبان أن الولايتين ليس محل خلاف مع دولة الجنوب. من جانبه، رحب القائم بالأعمال الأمريكي، باتفاق دولتي السودان على قضية النفط، وأعرب عن أمله في أن يتوصل الجانبان إلى حل القضايا الخلافية الأخرى كافة، وأشاد بهدوء الأحوال الأمنية في ولايات التماس، وقال إن حكومة بلاده مهتمة بالأوضاع الإنسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب المباحثات التي تجرى بين السودان ودولة جنوب السودان بأديس أبابا.