لم أستغرب ماحدث أمس الأول في تدريب المريخ من إحتكاك مباشر بين المدير الفني للفريق البرازيلي ريكاردو والمدرب العام الجديد فاروق جبرة والذي انتهى بطرد ريكاردو لفاروق من التدريب .. لم استغرب لأن الرؤية من البداية لم تكن واضحة على الأقل بالنسبة للطرفين (ريكاردو وجبرة)، وتسبب في هذه المهزلة رئيس مجلس إدارة النادي جمال الوالي الذي يؤكد مع مرور كل يوم ان فترة تسعة أعوام في رئاسة المريخ لم تضف له شيئا، فقد خلق الرجل ضبابية بين المدير الفني والمدرب العام، وقد قرأنا جميعا ماأوردته الصحف من أن جبرة وافق على العمل مدربا عاما بشروط تعطيه اختصاصات فنية ، وهو ما أكده جبرة شخصيا ، وهي شروط غريبة لم أستوعبها ومؤكد أن كثيرين غيري لم يستوعبوها لأن المدرب أو المدير الفني لايقبل أن ينازعه مساعده في نهائية القرار الفني ، يمكن أن يشاوره ويستمع لرأيه ويأخذ به ولكن المدير الفني هو الذي يؤمن على ذلك ، ويمكن في المقابل أن لايشاوره ولايأخذ برأيه ولايستمع إليه ويتخذ قراراته منفردا ، هكذا تدار العملية التدريبية في العالم والسودان ، وإن كانت هذه الشروط ليست غريبة على جمال الوالي، وليست الأولى، فقد فعلها من قبل مع المدرب الالماني الشهير أوتوفيستر، عقب خسارة نهائي الكنفدرالية من الصفاقسي التونسي بتصريحات شهيرة وموثقة، عندما أكد انهم سيطرحون على أوتوفيستر التنازل عن جزء من صلاحياته لمساعده وقتها المدرب محمد عبدالله مازدا، وإذا رفض يفسخون التعاقد معه ، ولكن الالماني لم يشهد تلك المهزلة لانه تعاقد على تدريب منتخب الكاميرون المشارك وقتها في نهائيات أمم افريقيا 2008 بغانا. لذا ليس غريبا ان يفعلها جمال الوالي مرة أخرى ومع مدير فني محترم مثل البرازيلي ريكاردو والذي كنت أتوقع ردة فعله الأخيرة ، ولنا أن نتخيل مدير فني (ريكاردو) يأتي لتدريب الفريق في العاشرة مساء ويفاجأ بالمدرب العام (فاروق جبرة) يقوم بتدريب عدد من اللاعبين دون علمه ، الطبيعي أن يوقفه ويحتد معه ، ولكن لأن جبرة حسب الإتفاق مع جمال الوالي والذي لايعلمه ريكاردو له صلاحيات فنية تعطيه حق تدريب اللاعبين ، لم يسكت ورد علي الخواجة بصورة أعنف بالدرجة التي جعلت البرازيلي يطرده من التدريب . يمكن أن نتخيل حجم المهزلة ، (المريخ عنده مدربين واحد شغال في الظاهر والتاني شغال بالدس) . كتبت بتاريخ 29يوليو 2012 تحت عنوان (جبرة مدرب في اليد) مايلي: (تمنيت أن يرفض فاروق جبرة مدرب فريق النيل الحصاحيصا العمل مدربا عاما لفريق المريخ بعد قرار مجلس الإدارة الاخير بإختياره لهذا المنصب لأن الطريقة التي تم بها إختياره وتسريب الخبر للصحف قبل التفاوض معه بها تقليل كبير لقيمته كمدرب وتأكيدا على أنه مدرب (في اليد) متى ما إحتاجه المريخ وفي أي وقت يجيب سمعا وطاعة ومتى قرر الإستغناء عن خدماته يغادر الفريق ،لتظهر هذه الطريقة في التعامل فاروق وكأنه لايستطيع العيش كمدرب بعيدا عن المريخ ) . انتهى . اختار جبرة ان يعود للمريخ بهذه الطريقة ، وسيدفع ثمن هذا الإختيار إن لم يكن قد دفعه بالفعل. من يحاسب جمال الوالي على الفوضى والعشوائية في المريخ- الشاطر يرفع يده- ولا واحد .. ماغريبة.