السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تابعت كلماتك الرقيقة في الرأي العام الغراء العدد 5278 بتاريخ 16 يونيو 2012 (بعيداً عن السياسة) والإشادة بقيادة الشرطة في تكريمها لبعض قياداتها ومن بينهم والدكم العقيد (م) حسن بخيت علي ، وأود أن أبعث إليكم بأرق التهاني والمباركة على هذا التكريم والذي يعتبر تكريماً لكل منسوبي الشرطة وأسرهم ... ولا يفوتني أن أشيد بكلماتك العميقة عن سعادة اللواء عبد الوهاب إبراهيم ذلكم الإنسان النظيف المتواضع ذو الاخلاق العالية والأدب الجم والذي يعتبر أكفأ وأنزه وزير داخلية يمر في تاريخ السودان متعه الله بالصحة والعافية. وتصادف في نفس الصفحة بذات العدد كلمة أخي الدكتور بلة كرار تعقيباً على ما ورد ببرنامج (مراجعات) في حلقته مع اللواء عثمان السيد عن المصالحة بين الفصائل الأريترية وعن أحداث المرتزقة في يوليو 1976 . أكتب إليك أخي كمال و يعتصرني الألم ويمزقني الأسى لتجاهل متعمد لأشرف وأنزه منسوب للامن العام يمر على الجهاز ... ذلكم هو اللواء أمن (م) المرحوم خليفة كرار بلة طيب الله ثراه وجعله في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً ... لا أود التحدث عنه أخلاقاً وكفاءة وأمانة ووطنية وأترك كل ذلك للواء عبد الوهاب إبراهيم ومولانا أحمد المهدي ومولانا أحمد عبد الرحمن محمد والسيد/ أبو القاسم محمد إبراهيم ومن زاملوه في جهاز الأمن العام . كان المرحوم خليفة ثاقب البصيرة عندما كتب عن قادة أفريقيا الجدد وأظهر اهتماماً كبيراً بهم وهم اليوم رؤساء في بلادهم إن كان في الكنغو أو تشاد أو أريتريا أو أثيوبيا . تمت المصالحة بين الفصائل الأريترية على يديه وفي منزله بحي القوز تقديراً وعرفاناً لما قدمه لهم وثقتهم فيه ... كان متتبعاً لحركة المرتزقة بل كان لديه منسوبون ومتعاونون وسطهم مما جعله يرصد الأحداث دقيقة بدقيقة وما جعلة مقيماً بالجهاز قبل الاحداث بثلاثة أيام وكنت من أمدهم باحتياجاتهم التموينية ومعي ابن عمتي المرحوم مأمون محمد يوسف عليه رحمة الله وكان حريصاً على إفشال الحركة لعدة أسباب منها :- (1) وظيفته وبحكم عمله تتطلب الدفاع عن الدولة ورموزها. (2) استهجانه ورفضه لمن يدعون الوطنية ويقومون برفع سلاحهم ضد جيش البلاد حاميها والمدافع عن مقدساتها وهم يتباهون بذلك الآن بعد ان قاموا بقتل مئات الشباب المجندين في معسكر المدرعات بالشجرة. (3) الاستعانة ضد بلادهم بالرئيس الليبي الهالك القذافي وهو من اساء للسودان وشعبه في (مال الكرامة). الكتابة عن المرحوم خليفة كرار لا توفيه الكلمات أو كل حروف اللغة حقه وتعداد مآثره.. وماذا وجد وكيف تمت معاملته؟ عندما تم ابعاده عن جهاز الأمن هو والسيد عبد الوهاب لم يكن بسبب التقصير في العمل أو الخيانة أو عدم الوطنية ولكن كان ذلك نتيجة مساومة دنيئة ورخيصة لإتمام المصالحة الوطنية والاحياء منهم يعرفون ذلك. ولما جاءت الانقاذ بانقلاب عسكري من الجيش ولصالح من رفعوا السلاح في وجهه واتوا بالمرتزقة في يوليو 1976م ظهر الوجه الكالح في التعامل معه وبعد ان تمت احالة ابنته للصالح العام تم اتهامه بالتآمر لقلب نظام الحكم ووضع في بيوت الاشباح وتعرض لأسوأ المعاملة ولولا إيمان شبّ عليه ووجوده بين أسرته وأهله في حي القوز وأوفي الاصدقاء من الرجال الذين يعرفون قدر الرجال لمات من الهم والكمد والألم . ولا يفوتني ان أترحم على اوفى الاوفياء وأصدق الرجال المرحوم الاستاذ سيد أحمد خليفة صاحب جريدة (الوطن) الذي واصل في الكتابة عنه وذكره بالخير حتى آخر ايام سيد أحمد عليه الرحمة.. وكان الوفاء والتقدير من الإخوة في دولة اريتريا حكومة وشعبا وعلى رأسهم الرئيس اسياسي افورقي الذي احاطه بالتقدير والاحترام واصراره على مقابلة اسرته للتعزية وهو في زيارة رسمية للسودان..اللواء (م) المرحوم خليفة كرار صفحة ناصعة في تاريخ هذا الوطن وهو من أميز ابطال هذه البلاد في الدفاع عنها وعن أمنها وشعبها لم يجد التكريم والوفاء ولكن ذهب الى ربه راضياً مرضياً يعتز به أهله وجيرانه ونفخر نحن به كأسرة وإخوة أشقاء ولدينا الكثير الذي نحتفظ به .. ولكم خالص التقدير أخوك : عبد المنعم كرار بلة