استمتعت كثيراً بحديث اللواء عبد الوهاب إبراهيم أحد أهم وزراء الداخلية الذين مروا على هذه الوزارة ... وأحد أهم رجال الأمن الذين اسهموا بفاعلية في دمج جهازي الأمن العام مع الأمن الخارجي وأطلق عليه جهاز الأمن القومي . كان هذا في عهد الرئيس نميري ... واللواء عبد الوهاب من أبناء أم درمان ... وحي أبي روف الأوفياء ...ويتميز بإحترام الآخرين ... وباستنارة عالية وخلق حسن .... وتجربة الفريق عبد الوهاب ، تجربة ثرية في الشرطة ... وفي الأمن ... لم يكن له أعداء بالرغم من وظيفته الحساسة والتي بالضرورة أن تخلق له أعداء ... لكن نبل عبد الوهاب وثقافته العالية ... وتربيته العظيمة جعلته يتجاوز كل العقبات التي تظهر أمامه في عمله . كان جهاز الأمن يعتقل أصدقاءه من أبناء أم درمان المعارضين ... لكنه كان يزورهم ليلاً في المعتقل التابع لجهاز الأمن . أذكر أن قاضياً شهيراً اسمه ينتهي بنقد توفي لرحمة مولاه ... وكان من الناشطين ، وحدث أن دون بلاغا ضد عبد الوهاب إبراهيم ... ولم تدن المحكمة عبد الوهاب ، ثم نقل عبد الوهاب إلى جهاز الأمن ... وأصيب القاضي الراحل بمرض يستدعي علاجه بالخارج ... وكان ممنوعاً من السفر ... وعندما وصل طلب الإذن بالسفر ، وافق عليه عبد الوهاب فوراً ... الأمر الذي أحدث اثراً عميقاً في نفس القاضي الراحل . هذا هو عبد الوهاب ابن البلد الأصيل ... أذيعت حلقة واحدة عن ذكرياته صباح الأربعاء الماضي ... وقد سجل عبد الوهاب لإذاعة ساهرون أربع حلقات ... آمل أن يستمع إليها أبناء أم درمان وحي أبي روف بشكل خاص . فعبد الوهاب متحدث لبق ، وصاحب ذاكرة حديدية ... لا ينسى شاردة و لا واردة في تجربته العملية . في نهاية عام 1975 ... كانت مجزرة الصحفيين وفصلت من صحيفة الأيام باعتباري لست من المؤمنين بمبادئ 25 مايو . ذهبت إلى إدارة الجوازات لاستخراج تأشيرة خروج إلى القاهرة ... ولم أفاجأ بوجود اسمي في قائمة الممنوعين من السفر خارج السودان ... ذهبت لسعادة اللواء عبد الوهاب إبراهيم ووقتها كان مديراً للأمن ... وهو زميل لوالدي في الشرطة ومن أبناء أم درمان ... استقبلني بدفء شديد وحزن أشد ، وعبر لي عن أسفه لفصلي ... وقال لي أنا الآن أتعامل معك كعمك عبد الوهاب إبراهيم وسوف أعاونك في كل أمر يخص دائرتي . شكرته وقلت له وجدت اسمي ضمن الممنوعين من السفر وأريد أن أسافر إلى القاهرة ... قال لي أجل هذا الأمر لأسبوع واحد وسوف أساعدك .... هذا هو عبد الوهاب إبراهيم الذي عرفت ... وما زالت الإتصالات بيننا قائمة . قال لي مرة الراحل عثمان صالح سبي أحد أبرز قادة الثورة الاريترية ... إن عبد الوهاب إبراهيم والراحل خليفة كرار ساعدا الثورة الاريترية مساعدات كبيرة وكثيرة ... وأشرفا على دخول كل أنواع الأسلحة لثوار أريتريا ... وكان نظيف اليد واللسان . اسأل الله الصحة المستدامة لسعادة اللواء عبد الوهاب إبراهيم .