الجراية، تلك القراصة رديئة الصنع التي تعمل على عجل من دقيق الفتريتة، كانت مع ماء ساخن يؤتى به من الماسورة، وجبة الإفطار الأساسية للمعتقل السياسي عبد الرسول النور في أكثر من رمضان صامه في المعتقل إبان حقبة مايو. وفي الإنقاذ، حيث حوكم الرجل بالإعدام للمرة الثانية، تغير الوضع قليلاً حيث كان يحضر له بين (3-4) تمرات، مع (جك) يُملأ بماء حار وفول في الفطور. أما عشاء رمضان، فهو دائماً يكون بملاح فاصوليا على ذمة النور الذي دفع ثمناً باهظاً لمواقفه تحت مظلة حزب الأمة، قبل أن يتخلى عن الحزب ويرضى على الإنقاذ ، أو رضيت هي عنه في الواقع. عبد الرسول، طليقاً بالطبع هذه الأيام، ولا يتناول إفطاره في المعتقل. ولكنه مختفي تماماً عن الفضاءات السياسية والإعلامية التي كان يشكل فيها حضوراً استثنائياً دون أن يُعرف أسباب غياب (النور) وما إذا كانت سياسية أو صحية أو زراعية، خاصة وأنه يذهب لمباشرة زراعته بنفسه في مثل هذا الوقت من كل عام.